الأحد، 15 ديسمبر 2013

شاعرية النواب


هامَ لم يدرِ متى أطفأه الشوقُ وأينَ احترقا

سِنةٌ ما بين كأسين غفا ثمّ صحا واٍغتبقا

سقطت زهرةُ لوزٍ عفةً في كأسه 

أجمرتْ عيناهُ شوقاً وتلظى شبقاَ

عرف الدنيا طريقاً بين كأسين

فشقَّ الدمعُ في خدّيه منها طُرُقا

يا مويلايَ على الصمتِ نداماها ثقالاً غادروا

مِزَقٌ تسحبُ منهم مزقا

لا تمتْ ياصاح مما خلت الحانةُ منهمْ

طارت الزهرةُ في الريح وظلّت عبقا

اٍن يكن تابَ السكارى أنا بالسكر أناجيكَ

فما جرحيَ بالريشِ ولا ياربُّ بالريش التقا

ليس بي فاحشةٌ اٍلا بأني لذتي أكثرُ مني خُلُقا

وصف تايلور الثقافة على النحو التالي : " تُعنى الثقافة أو الحضارة، بالكل المتداخل الذي يشمل المعرفة والإيمان والفن والأخلاق والقانون، والعرف، وأية قدرات وعادات أخرى قد يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع.

 والذي يعنينا هنا تعريف الشعر الشعبي العراقي المثقف اٍذ أنه الشعر الشعبي الذي اٍستوعب وبشكل متداخل حضارة وأعراف وفنون وأخلاق وقوانين المجتمع العراقي.

سألتُ نفسي مراتٍ ومرات ما الذي يجعل شعر مظفر النواب الشعبي مختلفاً عن كل الشعر الشعبي التراثي والحالي وربما ما سيكتب في المستقبل؟ وما الذي يجعل المستمع والقارئ يتمتع بأشعاره بشكل يختلف تماماً عن الآخرين؟

وبماذا تختلف

 (شكد نده نكّط عالضلع ونسيت أكلّك يمته، شكد رازقي ونيمته))مظفر النواب)

 عن (تمنيتك تجي اٍبكد ما تمنيت،أسألك من عطشتك ليش ما جيت؟)(عريان سيد خلف)

وكلاهما تتحدث عن حبيب غائب وتعاتبه؟

وبماذا تتفرد

(والشته كلّه أتعدّه والصيف هم اٍتعدّه، اٍشجاب العشك واٍشودّه، لا بالمحطة رف ضوه،لا خط اٍجانه من الولف، لا ريل مر عالسدّة، مر عالسدّة) (مظفر النواب)

عن (وآنه صابر وآنه ذابل وأنتظر جلمة فرح منه برسالة، وشعجب شحّن مكاتيبه عليّه وما بعد للحب أثرْ، والكلب آه الكلب شتلة بجزيرة وتحلم بمزنة مطرْ)(عريان سيد خلف)

ولماذا غدت تعابير مظفر وأشعاره أمثالاً يرددها العراقيون كلما تطابق واقعهم مع كتابات مظفر وهذا التطابق واقع لامحالة كلَّ يوم

ولماذا غدا الغزل المفضوح الممنوع خصوصاً عن لسان النساء أمراً مقبولاً بل ومستحباً تقرؤه المرأة ويقرؤه الرجل علانية بلا غضاضة أو تردد

أترف من جفافي المهر

قندون ما ضايك شَكرْ

يا حلو يا جرّة كحل

يا حلو يا بوسة سَهرْ

ولماذا يبقى الشعراء الشعبيون يلهثون وراء ما كتب مظفر وكلما اٍرتفع أداء أي منهم يبدو تقليداً لما كتب مظفر وكأن شعر مظفر النواب هو الكتاب المقدس وهو ما يقاس عليه كل ما يُكتب?

 وبقيت حائراً في الاٍجابة رغم وجود اِجابات كثيرة وتعداد أسباب مهمة منها شاعرية مظفر الأصيلة وغنى مفرداته وتوظيفها وتوليفها الرائعين وغير ذلك من الأسباب التي يعنى بها النقاد المتخصصون اٍنما تكشفت لي الحقيقة بشكل أوضح حين بدأ مظفر يكتب الشعر الفصيح وبدأت بمقارنة شعره الفصيح مع شعر فحول شعراء الفصيح الذي تجدون نموذجاً منه أعلاه وهنا تصح المقارنة أكثر فنحن لا نقارن هنا بين شعر مظفر الشعبي مع شعراء ندري أنه يفوقهم بكثير في اٍمكاناته والحقيقة يمكن أن تختصر بالمقولة أن شعر مظفر النواب الشعبي يصح تماماً أن نطلق عليه (الشعر المثقف).

(أطفأه الشوق)(سقطت زهرةُ لوز عفة)(أجمرت عيناه شوقاً)(طارت الزهرة في الريح)(جرحي بالريش)(بالريش التقا)(لذتي أكثر مني خلقا)

هذه شاعرية عربية مكتملة مزهوة منطلقة تمتطي صهوة حصان اللغة بل تعلو عليها وتسمو بها الى عوالم صوفية نؤاسية عذرية عراقية عربية عالمية

ثقافة مظفر ثقافة عراقية عربية كونية،ثقافة مظفر ثقافة فريدة حين وظفها لكتابة الشعر الشعبي .

ولأن أدواته مثقفة ثقافة اٍمتزج فيها الشعبي بالفصيح رفع مظفر النواب مستوى الشعر الشعبي العراقي وسما به الى مستوى رفيع ونقله من مصاف الكلام العامي الموزون المقفى الى شيئ مختلف تماماً وفعل ذلك بذكاء وشفافية وأرضى أيضاً أغراضه الفكرية التقدمية المعروفة

في (الريل وحمد) وهي واحدة من أشهر قصائده اٍتبع مظفر منهجاً مجدداً وثورياً .فرغم أن القصيدة غزلية اٍلا أنها تتصف بالآتي:

1.أنها على لسان اٍمرأة تتغزل بحبيبها في زمن لا يجرؤ أي شاعر شعبي أن يتغزل بالمرأة ويكنيها مخاطباً المذكر فيقول الشاعر الآخر مثلاً

 أحبك وأستحي منك ورد حيّ

مياجن دكن بسدري وردحي

كل الورود اٍنطفن بس خدك ورد حيّ

عرد وعلى الحماد يزود ضية

أو حين يقول عريان

لنته حبيب ونحب ولنته عدو اْنعاديكْ

ولو بينت عالدرب بيبانه اْتلاكيكْ

وغير ذلك كثير ولازال الشعراء الشعبيون يمسخون الأنثى كل يوم حين يخاطبونها بصيغة المذكر الشائعة الممجوجة

أما مظفر وفي قصيدة في خمسينات القرن الماضي فقد اٍنتصر للمرأة ولم يكتف بل جعلها تردد اٍسم حبيبها في مطلع القصيدة:

مرينه بيكم حمد واْحنه بغطار الليل

واْسمعنه دك أكهوة وشمينه ريحة هيلْ

وجعلها تندب المحبة وتنادي القطار :

ياريل صيح اٍبقهر صيحة عشك ياريل

وتعود قانطة متأسية لحالها

هودر هواهم ولك حدر السنابل كطة

وقفلة المقطع الأول من القصيدة هي أروع مافيها لأنها أعادت المرأة الى الجرح الداخلي الغائر العميق المتجذرداخلها وهو اٍلحاح العشق/الجنس/الهجر واٍنتظار الذي لا يأتي

ولسان المرأة هنا قوي رغم ضعفها وحنين رغم عزّة نفسها

يابو محابس شذر يالشاد خزّامات

ياريل بالله بغنج من تجزي بأم شامات

لا تمش مشية هجر كلبي بعد ما مات

هودر هواهم ولك حدر السنابل كطة

لاحظ كيف أن (ولك) وظفت توظيفاً جميلا ووقعت بين هودر هواهم الذي هو اٍقرار بمصيبة واقعة تستلزم (ولك) ومصيبة أخرى هي الحرقة الداخلية والتأزم الأنثوي داخل المرأة أين هذا من قول الشاعر الآخر:

ولك ياريل لا ﺘﮕﻌر

أخاف اٍتفزز السمرة

ف(ولك) الآمرة هنا قبيحة وهي من الاْستعمال اليومي وفََجاجة الأمر(لا ﺘﮕﻌر) اٍضافة لكون الكلمة نابية شعرياً وهابطة.

2. القصيدة كما هو معروف من وزن النايل المنتشر في كل العراق

نايل كتلني ونايل غيّر ألواني

وهي حركة ذكية من مظفر في واحدة من أوائل قصائده التي تلاقفها الناس فهو قد نهج على نهج من سبقوه من جانب وجدد في المعاني والمباني .

3.طعم الثقافة ونكهتها الفواحة تجدها في الصفات المجددة التي يطلقها الشاعر على لسان بطلة القصيدة والمنتشرة كالدر المنثور

جن حمد فضة عرس (جديدة ولامعة)

جن حمد نركيلة (طويل وممشوق)

مدكك بمي الشذر(لأن الشذر أزرق والدﮔﺔ زرقاء)

جن كذلتك والشمس والهوه هلهولة

وهذه الصفات جديدة على الشعر الشعبي فالشاعر الشعبي قبل مظفر وبسبب محدودية ثقافته يستخدم الصفات العادية المتداولة كما أن الصفات التي يأتي بها مظفر غير مباشرة وتدل على خيال خصب ينهل من معين لا ينضب من موروث العراق وليس كما هو الحال في شعر أغلب الشعراء الشعبيين الذين سبقوا مظفر أو عايشوه.

واٍذا أردنا أن نتتبع الأدوات الثقافية الراقية التي ينهل منها مظفر فسيعجز هذا المقال المركز عن اٍيفاءها حقها لكن سنركز على الملامح والخطوط الأساسية

نكضني النهد شايل ثكل شامة

وبمي الورِد غركان شمّامة

في مقطعين مركزين مكثفين صور لنا مظفر وبشاعرية نادرة كيف أن المتكلم (ﻨﮔض) وهو فعل عراقي خالص يعني التعب الكامل وهنا التعب الكامل من حمل ثقل ولكن عن أي ثقل نتحدث؟ لكن لماذا (ﻨﮔض) اْنه تعب من ثقل (الشامة) والسبب الثاني أن (شمامه) وهو البطيخ العراقي صفة لما يصف (غرﮔان) بماء الورد

هنا اْستخدام جديد راق وغير مباشر للشامة وغرق ما تشمه منه بماء الورد اْضافة لظلال كلمة (شمام) وهو البطيخ العراقي ذي الرائهة الزكية المعروفة

وفي مثال آخر على سمو أدوات مظفر النواب

جفنك جفن فرّاشة غضْ

وحجارة جفني وما غمضْ

يلتمشي بيّه ويه النبضْ

روحي أعلى روحك تنسحنْ

أية مقارنات جميلة بين الجفن الغض والجفن (الحجارة) .هنا جاءت كلمة الحجارة الثقيلة لفظاً بالحاء والجيم والراء ومعناها الذي يعني الثقل بديعة في موضعها وتوالي جيم جفن مع جيم حجارة في مقطعين متتاليين أعطى للمقطع كله موسيقى وجرساً لطيفاً وفي نفس القصيدة تتوالى التشبيهات والاٍستعارات غير المتداولة في الشعر الشعبي العراقي قبل مظفر

عيونك زرازير البراري
الروح مني عوسجة بر ما وصل ليهه الندى ولا جاسهه ﺑﮕطرة المطر
كل مسامة اٍتفيض منك عطر
سكتاتك تشكّل خواطر باﻠﮕلب
كل جلمة منك نبعة الريحان بالدلال ما تحمل ثكل
كالولي عنك شال منّك غيض بستان الورد
النرجس الرايج سكر
وتصل القصيدة الى مستوى متسامق من الوصف العاشق الولهان الذي يقطر شهوة لكنها شهوة محبوكة بلغة أدبية طليّة تدخل الى القلب ولاحظوا العمق في (تمتلي بكد ماتنمرد) ووقوع (لاهي دفو لاهي برد) بعدها أكملها تماماً

شفافك ولا كولن ورد

عنابة معكودة عكد

تمتلي بكد ما تنمرد

لاهي دفو لاهي برد

آنه بوصفهه راح أجن

والملاحظة العامة هنا أن مظفر يدخل الكثير من الكلمات الفصيحة دون اٍقحام كما في (سكتاتك تشكّل خواطر باﻠﮕلب) (وتلجلج الليرة)(ونهودي زمّن والطيور الزغيرة تزيف)

(وساومت جرحك على الخسّة وخفيته)

وهذا التطعيم الذكي التلقائي الذي مارسه مظفر وتراه منثوراً في قصائده أعطى بعداً جديداً للشعر الشعبي وحاول الكثيرون بعده مزاولة نفس الطريقة باٍدخال الفصيح في العامي لكنه سقط في اغلب الأحيان في فخ الصنعة والاقحام كما في

من ربك خلق آدم

خلق بغداد عالصوبين

نخيل يطاول نجوم السما

ونجمات من تنزل تكحل العين

هنا جاءت جملة الشاعر جمعة الحلفي وكلها فصيحة مقحمة على السياق وكأنه اراد بها رفع مستوى القصيدة فسقط في فخ النقل من الفصحى الى العامية اٍضافة لعدم مناسبة نخيل غير المستخدمة في العامية حيث نجمع نخلة على نَخَل.

مظفر ينفعل داخلياً بمشاعر شعبية أصيلة وقبل أن يخرج شعره الى النور تنصهر داخله في بوتقة واحدة الفكرة والخزين الفصيح الهائل وتخرج دفعة واحدة شعراً غير مصنع فيه من الفصاحة والثقافة والموروث الكثير والأهم من كل ذلك يخرج ندياً عبقاً مبللاً بعراقية جنوبية زاهية عطرة

ترافة وليل ودگ ريحان يااسمر لا تواخذنه

يلن كل دﮔﺔ من حسنك شتل ريحان للجنّة

تحفّة ودوس فوگ الروح وحسبها علي منّة

أطﮕﻥ ورد من تجزي وألف نمام يتحنه

والشعر يحكي بنفسه جزالة وعلو كعب مظفر وتفرده الذي لا يجارى

ومن خصائص شعر مظفر الواضحة التي تحسب له وتندرج في اٍستلهامه الاٍرث العراقي الغني وما يوجد على أرض العراق ومزجه بمضامين شعره بطريقة تثير الدهشة واٍليكم بعضاً مما اٍستطعتُ اٍنتقاءه منها وهو كثير

1.الريل : مرور القطار في مدن وقصبات العراق في الخمسينات والستينات هو حدث بحد ذاته .اٍنه يعني عودة الغياب وهجر الهاجرين ومظفر النواب وظفه وخلده بطريقة حفرته عميقاً في الذاكرة الثقافية العراقية

2. الريحان :هذا النبات ذو الرائحة الزكية أحاله شعر مظفر وتشبيهاته الى مجموعة صور ذهنية ترتبط برائحة الحبيب والعاشق الولهان

يا أول الريحان يالعطيت نوبة بدربي

يا آخر سواﭽﻲ حنيني وحبي

وكما هو معروف لدى العراقيين أن أول عطاء النبات هو الأغلى ومظفر يستخدم أول هنا كتعبير عن أغلى الروائح التي فاحت مرة(أول مرة) في طريقه ويعود للوصف أن الحبيب هو آخر سواقي الحنين والحب وأغلاها

ويستخدم مظفر الريحان مرة أخرى في قصيدة أخرى قائلاً     

يلن كل دﮔﺔ من حسنك شتل ريحان للجنّة

مصوراً النبات كواحد من نباتات الجنة الموعودة.

3. المزبن واللف

(المزبن) كما هو معروف هو نوع من أنواع السكائر وهو النوع الابتدائي الذي تبعه نوع (اللف) الذي يستخدم الورق الذي يلف به التبغ.
في قصيدته(أيام المزبن) اٍستخدم مظفر النواب الكلمتين لتحديد مرحلتين متتاليتين من تأريخ العراق أحدهما انقضت ومرت والثانية لابد أن تمر وتنقضي

دگ راسك ﺑﮔاع العرس..واصعَد مراجف للدفْ

أيام المزبن ﮔﻀﻥ .. ﺘﮔﻀﻥ يا أيام اللفْ

وبهذا عبر مظفر بذكاء وتلقائية عما أراد أن يقول وهو أن الظلم لابد أن يزول مستخدماً التعبيرين العاميين (المزبن واللف) الذين خلدهما بما قال

يقول مظفر النواب

للشعر العامي مزاياه وعالمه،وللشعر الفصيح مزاياه وعالمه،اٍن ذلك يشبه الشغل على مادتين مختلفتين تماماً،فعندما تنحت على الصخر غيرَ أن تشكل تكوينات بواسطة الطين.

الطين ،القصيدة العامية،كون العامية مطواعة وبعيدة عن موضوع الاٍرث البلاغي الذي يشد شاعر الفصحى بأبعاد معينة،ثم أن اٍشتقاقات العامية وتراكيبها تمنح الشاعر سعة وحرية في اِشتقاق أية مفردة ربما غير موجودة أساساً وتؤدي معناها (مظفر النواب جريدة الشرق الأوسط العدد 7640)

وحقاً ما قاله مظفر لكن ما لم يقله أيضاً أن اليد التي أنتجت تشكيلاته الطينية اٍستخدمت بوعي ودون وعي أحياناً الصخر الذي صهرته وقولبته وزينت به تشكيلاته الطينية بل وغارت به بعيداً أحياناً حتى القلب لتنتج القصيدة المظفرية العراقية الخالدة المتميزة التي هي معلقة الشعر الشعبي العراقي الوحيدة على مر الزمان.

الأحد، 18 أغسطس 2013

حوار صريح مع علي بن ابي طالب

في هذا الحوار وجهت مجموعة اسئلة تشغلني وتشغل الناس للامام علي وهو اجاب عن هذة الاسئلة عن طريق كتاب نهج البلاغة

...........

س1 / يا امير المؤمنين كيف تنصلح احوال الامة بعد خرابها ؟؟


ج / أيها الناس شقوا امواج الفتن بسفن النجاة و عرجوا عن طريق المنافرة وضعواعن تيجان المفاخرة افلح من بهظ بجناح او استسلم فأراح .... ص 6

س2 / ما رايك باهل العراق ؟؟

ارضكم قريبة من الماء بعيدة عن السماء خفت عقوكم وسفهت حلومكم فانتم غرض لنابل واكلة لاكلوفريسة لصائل ...ص 8

س3 / ما رايك في من يقاتل بأسم القران والاسلام اليوم هل ما يطبقة صحيح وهل هي هذة صورة الاسلام ؟؟

ج / كتاب الله حمال اوجة فلا تذهب لهم به فيحاجوك به فاليقين عند ربك كلهم على خطأ الا ربك .. ص154

س4 / هل يجوز اختلاف تفسير القران عند العلماء ؟؟

ج / إن القران ظاهرة انيق وباطنة عميق لا تفئ عجائبة ولا تقضى غرائبة ولا تكشف الظلمات الا به   .... ص10

س5 / ما صحة طلبك للخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان ؟؟


ج/ دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون امرا له وجة والوان لا تقم له القلوب ولا تثبت علية العقول ... ص 40

س6 / ما رأيك في اجتماع العراقيين على امر ؟؟

ج / لا يكادون يجمعون حتى يختلفون .. اهل العراق اهل الشقاق .. رؤية ثاقبة وعقول بصيرة .. نفوس مريضة ... ص 85

س7 / هل من الممكن ان نشهد نهاية الاسلام ؟

ج / سيعود الاسلام غريبا كما بدأ فطوبى لغرباء الاسلام .. ص 74

س8 / هل من الممكن ان تحل ازمة سوريا قريبا ؟؟

ج / اهل الشام اهل غباء وبلادة جائكم شر الخلق فامرتوة فلا صلاح لحالكم ...ص53

س 9 / هل كنت على حق في معركة صفين ؟؟


ج/ الحمدلله الذي هداني ما انا علية فاني سمعت رسول الله يقول لعمار أبن ياسر تقتلك فئة خرجت عن ديني .. ص63

س10 / هل صحيح ان عمار ابن ياسر هو من قتل عثمان بن عفان ؟؟

ج / يا ذي النورين قتلكالسابقون في الاسلام بأيديهم بأفكار بنو امية ... ص101

.............

هذا جزء من الحوار لان الحوار يطول علما ان بعد كل جواب وضعت رقم الصفحة للرجوع لكتاب نهج البلاغة والتاكد منها

الخميس، 8 أغسطس 2013

دراسة في ازدواجية الشخصية العربية -- الجزء الثاني

هنا اكمل ما كتبتة في الجزء الاول

الجزء الاول استعرضت به النفسية وتقسيمها من قبل فرويد و ازدواجية الشخصية للدكتور علي الوردي

المشاكل التي تسببها الازدواجية ....

الازدواجية تجعل من الانسان عكر المزاج طوال الوقت عصبي غير متفهم بل وتزيد من نسبة انغلاقة وتخلفة فلا يستطيع مسايرة المجتمع العالمي من تطور وحداثة وبذلك يكون الانسان العربي انسان معزول تقريبا عن محيطة الخارجي وكانة يعيش في غير عالم .......

الازواجية العربية واختلافاتها الاقليمية ...



الازدواجية تختلف من منطقة الى اخرى ومن دولة الى اخرى..فالمواطن العربي العراقي يكون مزدوج الشخصية اكثر من المواطن السوري او الاردني والمواطن السعودي يكون مزدوج الشخصية لكن بنسبة اقل من العراقي ..



لنوضح اسباب هذا الاختلاف في نسبة الازدواجية وما سبب عدم ازدواجية اهل بلاد الشام



في العصر الاموي تحولت العاصمة من الطائف الى بلاد شام وكانت دمشق هي العاصمة والمعروف عن بني امية هم اخر من اسلموا من العرب بعد فتح مكة فالاسلام لم يتغلغ في نفوسهم ولم يعذبوا او يقتلوا بسبب دينهم الجديد فكان اسلامهم شكليا فقط اما صفاتهم الاخرى فكانت صفات الانسان العربي البدوي الذي ترك الصحراء وسكن المدينة ..وبني امية هم من نقلوا الاسلام الى بلاد الشام فاصبح اهل بلاد الشام مؤمنين بتعاليم الاسلام كما نقلها لهم بنو امية فكان كل امر من الخليفة الاموي في ذلك الوقت كانة امر قراني فلا يجوز مخالفتة فعاش اهل بلاد الشام بحالة من الاستقرار النفسي خصوصا ان الاسلام لم يكن بشيء مزعج لهم بل هو حررهم من بعض التعسفات الرومانية التي كانت تمارس ضدهم والاهم من ذلك توقفوا عن دفع الضرائب ..



الاسلام في العراق.........

بعد فتح العراق في زمن الخليفة عمر ارسل لاهل العراق من يعلمهم اصول الدين والقران في الكوفة والبصرة وكان من ارسل هم اوائل المسلمين وحفظة القران الذين عاشوا مع النبي واذوا معه فكان الاسلام يتغلغل عميقا في نفوسهم فاخذ العراقييون عنهم الاسلام بحذافيرة ولانهم تعلموا ان ياخذوا كل الدين عن القران والسنة النبوية دون الرجوع لامر الخليفة فكثرت الثورات على حكام العراق في العصر الاموي بسبب عدم قناعة الناس بايمانه..



عندما حكم الحجاج ابن يوسف الثقفي العراق استطاع التخلص من الثورات بطريقة صحيحة اتبعها النبي وابو بكر وعمر م قبلة وكانت الطريقة هي اشغال الناس بالحرب فقام بارسال اغلب الرجال الى الجيش الذي يحاول فتح بلاد ما وراء النهر وبذلك امن لنفسة حكم قوي دون ثورات ...

ثم جاء العباسيين للحكم سنة 132 هجرية وقتلوا اخر خليفة اموي وحولوا مركز الخلافة الى بغداد فكان بغداد العاصمة الاسلامية الجديدة...اتسم العباسيين بازدواج الشخصية لان ايمانهم كان كبيرا جدا وتقواهم وورعهم وكثر بكائهم عند سماع المواعظ والخطب الدينية ولكنهم في نفس الوقت اتسموا بقيم البداوة العربية الاصيلة ..فيقال كان الرشيد يدعو كل يوم جمعة رجل دين الى مجلسة ويقول له عظني فيقوم ذلك الرجل بتخويف الرشيد من عقاب الله وجهنم ويوعدة بالجنات والخمر وحور العين فكان الرشيد يبكي بكاء شديدا وفي بعض الروايات يقال انه كان يسقط مغشيا علية وعندما يستيقظ يقول لرجل الدين زدني فيزيدة فيسقط مغشيا مرة اخرى وهكذا ....

تعد هذه هي اسباب ازدواج الشخصية العربية والشخصية العراقية خصوصا ...

وللاسف من المستحيل علاج ازمة نفسية تاصلت جينيا

لذلك يمكن ان نقول على الدنيا السلام

 

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

دراسة في ازدواجية الشخصية العربية - الجزء الاول

ازدواجية الشخصية العراقية .... عنوان قديم جدا .... اول من كشفة وعرف بأمرة هو الدكتور العلامة علي الوردي عام 1952 ...
فانا الان وبعد 61 عاما اعيد تفسير هذه الازدواجية بطريقة ابسط ...


الشخصية الانسانية وكما فسرها عالم النفس الكبير سيجمويند فرويد : على انها كمية كبيرة من الانفعالات الداخلية داخل نفسية الانسان تقوم برسم شخصيتة بمرور الوقت فقسم النفس الى ثلاث اقسام القسم الاول واسماة الذات الدنيا وهي جزء من نفسية الانسان التي تحاول الوصول للكمال في كل شيء وبأي وسيلة كانت مشروعة او غير مشروعة فمثلا اذا اجتاج الشخص كمية من المال ولم يحصل علية سيتوة الى السرقة مباشرة بدافع من الذات الدنيا دون وجود اي رادع ..ووجود هكذا نوع من النفسية غير ممكن اطلاقا لكنة ممكن نظريا ...القسم الثاني الذات العليا وهي الصفات الخيرة والافعال الحميدة التي يقوم بها الشخص بدافع عقلي لافادة المجتمع فتتصف هذة الذات بالقيم النبيلة والاخقلاق الرائعة والتقي والورع والعبادة والتضرع الى الخالق فاذا اخطأ صاحب هذا النوع من الذات استمر بلوم نفسة دون توقف واستمر بالدعاء الى الخالق للحصول على العفو وهذة الذات كذلك ليست موجودة الا نظريا ...اما القسم الثالث الاخير فهو الذات ..الذات هي مركز لكل الانفعالات فمن خلالها تتحد شخصية الانسان بالكامل والذات هذة مكان وسطي بين الذات العليا والذات الدنيا فتوصف بأنها مركز لكل الصراعات بين القيم والاعراف وبين الوسيلة والغاية ..فمثلا اذا احتجت الى كمية من المال ولم تحصل عليها ستفكر تلقائيا بالسرقة لكنك ستحصل على رادع نفسي وهي القيم والاخلاق الليا التي تمثل الذات العليا ....

كل شخص يمر بهذه انفعالات داخليا فمرة تسيطر الذات الدينا على ذال الشخص فيكون منحرفا او مجرما او نصابا ...... ومرة اخرى تسيطر الذات العليا على ذاك الشخص فيكون مواطن جيد وذا صفات حميدة جدا ............المشكلة سيطرة كل ذات على الاخرى يعد انحرافا فيجب ان يكون الانسان متزنا فلا تسيطر علية الغايات والامور الدنيوية ولا الامور الدينية او القيم وهكذا ...............
نظر فرويد مرة اخرى الى نظريتة وطورها فقسم الذات الى ثلاثة اقسام ...القسم الاول وهو الشعور وهو ما تشعر به من احاسيس وانفعالات عندما تكون بكامل قواك العقلية مثل الشعور بالحب والاهتمام والشعور بالذنب ...القسم الثاني اللا شعور وهو كل شيء لا تشعر به اي بالمعنى انك تقوم به لكن دون شعور منك بما تقوم به وهذة حالة مرضية .... القسم الثالث هو ما وراء الشعور هو كل شعور مخزون في داخل نفسيتك لا تستطيعة اظهارة الا في حالة الاحلام او في حالة التنويم المغناطيسي او ما ظهر حديثا وهو محاكة العقل الباطن...

كل ما سبق كان تفسير بسيط للنفسية الان نأتي لتفسير الدكتور علي الوردي للازداوجية ...................

كما قال الدكتور الوردي وفسر الازدواجية هو ان يمتلك الانسان شخصيتين في ان واحد وليس هذا انفصاما بالشخصية ( شيزوفرينا) انما هو ان تمتلك شخصية محبة للخير وشخصية محبة للشر ...بتفسير اوضح ............ كونك مسلم او مسيحي او يهودي عندما تجلس عند رجل دين يعطيك الوعظ والنصائح ويحرضك على فعل الخير تكون انت في حالة قناعة تامة وموافقة على ما يقولة من فضل الخير وفي ودك ان تقوم به ذلك لان شخصيتك الفاعلة للخير تكون ضاهرة ولكن عندما تترك مجلس رجل الدين ذاك تعود ال شخصيتك الطبيعية وهي شخصية فطرية في الانسان تحاول الحصول على كل شيء ممكن والوصول الى حالة الكمال بأي وسيلة ممكنة ..هذة هي الازدواجية ..........................


اسبابها ..

 اسباب الازدواجية هي الانسان العربي يكثر من سماع نصائح رجال الدين وعن تركهم يحاول الحصول على كل شيء ففي داخلة نفسية وتحديدا القسم الثالث منها وهو الذات كما سماة فرويد سيكون هناك صراع قوي جدا بين وعظ رجل الدين ونصيحتة وبين ما تبتغي الوصول الية من متطلبات الحياة ...ان اسمتمرا هذا الصراع يؤثر سلبا على عقلية الانسان وقد يتحول الى مجنون فقامت الذات الداخلية للمواطن العربي بحل وهو الازواج فكونت شخصيتين لذلك الانسان شخصية تسمع الموعظة وتفهمها وتحفظها وتدعي القيام بها اما الناس شخصية اخرى تمثل قيم البداوة المتأصلة في الانسان العربي جينيا ...

........................

ومن اسبابها الاخرى هو عندما جاء الاسلام جاء بقيم وفضائل جديدة لا تألفها الشخصية البدوية العربية وقام بزرع تلك الفضائل في نفوس الناس ولكنة للاسف نسي ان يقضي على صفات البداوة فكان البدو قبل الاسلام البدو يتقاتلون فيما بينهم ويغيرون قبيلة على قبيلة ويتفاخرون في ذلك جاء الاسلام فوحد البدو لاول مرة في تاريخ البشرية ووجههم لقتال عدو مشترك وهم الفرس والروم وكلنا نعرف ميزان الحروب الهمجية والوحشية تغلب التنظيم والكثرة ....فترك العرب قتالهم الداخلي وقاتلو العدو الخارجي واستمر ذلك في عصر النبي محمد وخلافائة ابو بكر وعمر فكانت شخصية العربي في ذلك الوقت شخصية مسلمة قوية غير مزدوجة لعدم وجود صراع داخلي لكن عند استلام عثمان الخلافة وايقاف للفتوحات عاد العرب لصفاتهم البدوية فبدأ القتال بينهم هذة المرة لكن بصورة جديدة فكانت كل قبيلة تسعى الى السلطة في قتالها وليس للفخر بين العرب لم يدرك عثمان ما اوقعة نفسه فية من مشكلة حتى قتل نتيجة ذلك من خلال ثورة داخلية ..................

نهاية المقال الال اكمل في مقال ثاني قريبا

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

الماسونية وسذاجة العقل العربي

الماسونية كلمة انجليزية Freemasons معناها الحرفي البناؤون الاحرار الماسسونية هي عبارة عن منظمة اخوية عالمية تنتشر في جميع دول العالم يحمل جميع اعضائها نفس الافكار الميتافيزيقية والايمان بوجود قوة غير منظورة قامت بخلق الكون تتمثل بخالق اعظم هو الله ...تتصف هذة المنظمة بالغموض والسرية وذات شعائر مخيفة وخاصة بها تجري في اماكن سرية جدا... لذلك اتهمتها الديانات الاخرى بالالحاد وعبادات الشيطان وما الى ذلك من اتهامات مشابهة ... اصل هذة التسمية يختلف من تفسير الى اخر فالبعض يأخذها بالمعنى الحرفي ويقول هيج تجمع للمهندسين اصحاب فكر واحد او انها تشير الى مهندس الكون الاعظم الله .. او انها تعود الى حيرام ابي مهندس هيكل سليمان .. او انها تعود لحراس الهيكل اثناء الحروب الصليبية والبعض يرجعها الى الملك هيرودس اكريبيا رمز الماسونية هو الفرجال والمسطرة الهندسية القائمة الزاوية المقلوبة للاعلى البعض يقول انها تدل على حرفة الهندسة واخرون يقولون إن الفرجال يرمز بزاوية المتوجهة نحو الارض الى الخالق الذي يراقب الارض والمسطرة ذات الزاوية التي تقابل زاوية الفرجال على انها الانسان الذي ينتظر الاومر من الخالق الماسونية منظمة لا تعتبر نفسها منظمة دينية او روحية وانما هي منظمة اجتماعية اخوية تهدف الى الخير لكل البشرية .. الماسونية لا تعترف بالاديان فتقول ليس عليك ان تتبع اي دين لكي تحصل على الخلاص الالاهي من العذاب وانما فقط عليك ان تفعل الخير ولا تؤذي احدا وبذلك تحصل على الخلاص ولكن عليك ان تؤمن بوجود خالق اعظم فهي هنا لا تشابه الالحاد الذي ينفي وجود خالق بالكون انما الماسونية تشابة اللادينية نوعا ما فمثلا اذا انظم اي شخص لمنظمة ماسونية يجب عليه القسم بأي كتاب مقدس يؤمن به هو فمثلا اذا كان مسلم فعلية ان يقسم على القران واذا كان مسيحي يجب علية ان يقسم على الانجيل ..........الخ نظرة الاسلام للماسونية ..... كما نشرتها منظمة العالم الاسلامي إن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة أخرى، بحسب ظروف الزمان والمكان، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال محجوب علمها حتى على أعضائها إلا خواص الخواص الذين يصلون بالتجارب العديدة إلى مراتب عليا فيها. إن الماسونية تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب. إن الماسونية تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية، على أساس أن كل أخ ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر، في أي بقعة من بقاع الأرض، يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي، ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أياً كان على أساس معاونته في الحق لا الباطل. وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية وتأخذ منهم اشتراكات مالية. إن الدخول في الماسونية يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم وأشكال رمزية إرهابية لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها والأوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل في الرتبة. أن الأعضاء المغفلين يتركون أحراراً في ممارسة عباداتهم الدينية، وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلحون لها، ويبقون في مراتب دنيا، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجياً في ضوء التجارب والامتحانات المتكررة للعضو على حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة. إن الماسونية ذات أهداف سياسية ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغييرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية. إن الماسونية في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ويهودية الإدارة العليا والعالمية السرية، وصهيونية النشاط. إن الماسونية في أهدافها الحقيقية السرية ضد الأديان جميعها لتهديمها بصورة عامة وتهديم الإسلام بصفة خاصة. إن الماسونية تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية أو السياسية أو الاجتماعية أو العلمية أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها، ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء وكبار موظفي الدولة ونحوهم. إن الماسونية ذات فروع تأخذ أسماءً أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت الأسماء إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها منظمة الروتاري والليونز. إلى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى كلياً مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية. نظرة المسيحية للماسونية حسب مانشرتة كنيسة الفاتيكان عام 1993 تستخدم الماسونية مصطلحات مسيئة تجاه الله تصل لحد التجديف. تصّر الماسونية على استخدام التعهدات والأقسام الدموية التي يحظرها الكتاب المقدس على نحو صارم. تحّث الماسونية على استخدام القراءات الغامضة والوثنية، واعتماد تعاليمها الخاصة في تفسير مفاهيم مماثلة للثالوث. ُتدرج الماسونية الكتاب المقدس كجزء من"أثاث المحفل" وإنما على قدم المساواة مع الرموز والكتابات غير المسيحية. ُتسيء الماسونية استخدام مصطلح "النور" للإشارة إلى"الإصلاح" كوسيلة للخلاص الأخلاقي. تعّلم الماسونية أن الخلاص يتحقق عبر "الاعمال الصالح" وحده وليس عن طريق الإيمان بالمسيح. تؤيد الماسونية في العديد من كتاباتها تعاليم الشمولية المنافية لتعاليم الكتاب المقدس. تمارس محافلها الماسونية التمييز العنصري تجاه الأشخاص الملّونين في بعض محافلها. العرب الماسونيين هم قلة من اعترفوا بأنتمائهم لتلك المنظمة منهم الشاعر اللبناني ابراهيم اليازجي حيث قال الخير كل الخير في هدم الجوامع والكنائس والشر كل الشرِ ما بين العمائم والقلانس ما هم رجال الله فيكم، بل هم القوم الأبالس يمشون بين ظهوركم تحت القلانس والطيالس نظرة العرب للماسونية نظرة همجية بربرية خارجة عن اطار المعقول فالعرب بسذاجة عقولهم يعتبرون تفسير المنظمة الاسلامية هو التفسير الصحيح للماسونية ولا يحاولون البحث عن الحقيقة فأصبحت الماسونية كانها جزء من الصهيونية او الموساد الاسرائيلي وان الماسونية مسؤلة عن القتل والتفجيرات في كل انحاء العالم وان كل رؤساء العالم هم من اعضاء هذة المنظمات ويجب التخلص منهم قتلهم في اسرع وقت قبل ان يملؤا العالم كفرا وزندقة وخرابا ....ليس هذا فقط بل اني اتهمت بالامس بكوني ماسونيا فاصبحت الماسونية كانها تهمة بين العرب ....في نقاش دار بيني وبين احد الاصدقاء على التويتر وصف لي الماسونية هي المسبب الرئيسي للتفجيرات في كل دول العالم وان ما يحصل من قتل وخراب اساسة الماسونية ..كل هذا الوصف كان تحت نظرية عجيبة وغريبة لايصدقها العقل البشري بل اني اضن ان هذا الشخص ينفع اني يكون كاتب سيناريو لافلام خيال علمي في هوليود .... في الختام الماسونية تمتلك منظمات في كل دول العالم حتى في العراق وفي كل المحافظات تحت مسمى نوادي H4 التي تحصل على حماية حكومية مكثفة فيا عزيزي المواطن العربي انصحك بالبحث عن الحقيقة قبل ان تطلق الاتهامات وان تجدف في ما لا تعرف .

السبت، 3 أغسطس 2013

الدولة الاسلامية وثقافة الانتقام

من عنوان المقال يبدو لك عزيزي القارء إن المقال يدعم الارهاب وما يسمى بالدولة الاسلامية لكن تابع القراءة وستعرف ما يحتوية المقال ...... دولة العراق الاسلامية .... اسم تطلقه الجهات الارهابية على العراق في محاولة منها لتأسيس اول دولة اسلامية في العالم ويكون مقرها في الشرق الاوسط ... الاسم يقودنا لأول دولة اسلامية في تأريخ البشرية وهي الدولة الاسلامية التي كانت عاصمتها المدينة المنورة في السعودية وتحديدا قبل 1400 عام عندما قام رسول الاسلام الاعظم محمد ابن عبدالله بتأسيسها حسب احكام الاسلام التي كانت في ذلك الوقت مستمرة في النزول من قبل روح الامين ( جبريل ) ..... بداية الدولة الاسلامية كانت تشمل مدينة يثرب ( المدينة المنورة ) وعدة قرى قريبة منها احكام الاسلام كانت احكام رائعة في وقتها لانها جائت بشيء جديد الى ذلك المجتمع البدوي الصحراوي فقضا الاسلام على التعصب العشائري والقبلي الذي كان منتشرا بين عرب الجزيرة العربية .. بذلك ازدادت المحبة بين المسلمين فازدادوا قوة في مواجهة الاخطار التي تتعرض لها اي دولة حديثة التكوين .. اعاد الاسلام رسم طرق البيع والشراء و الزواج والمعاملات المدنية وعلاقة الابن بوالدة ....الخ ........ واجهت هذة الدولة اول خطر لها في السنة ال2 لتأسيسها او ما تعرف بسنة 2 هجرية وكان الخطر يتمثل بالمشركين من قريش الذين توجهوا لقتال المسلمين عند ابار بدر ..... لكن توقف قليلا عزيزي القارئ من كان البادء بالعداء ؟؟ كلنا نعلم إن المسلمون حاولوا قطع الطريق على قافلة ابا سفيان التجارية المتوجهة لبلاد الشام لكن ابا سفيان اختار طريق اخر وهرب من المسلمين ... اليس من المعقول أن تدافع قريش على طريقها التجاري الازلي من مكة الى الشام ؟؟؟ اترك الجواب لك ...... ............................... اتركونا من التاريخ القديم ولنتحول الى الاسلام حديثا اي بعد 1400 سنة على ظهورة وتحديدا عام 1948 ذكرى تقسيم فلسطين بين اليهود والمسلمين .. اليس التقسيم افضل فيضمن حق الطرفين ؟؟ هذا وكلنا نعلم إن فلسطين من بدء التأريخ والخليقة ارض يهودية سكنها اليهود قبل المسلمين واقصد بذلك عندما فلق موسى البحر بعصاة بمعجزة ليس لها اي دليل تأريخي سوى الاديان وعبر بهم من مصر الى فلسطين ..... والحادث الاخر الذي يوكد يهودية فلسطين هو عندما قام نبوخذنصر بالهجوم على فلسطين واقتياد الالاف من اليهود الى بابل ليعملوا كخدم له وللبابلين وذلك قبل 4000 عام تقريبا ..... ............................... اتركونا من فلسطين كذلك لكن لقف عند تاريخ 2001/9/11 هذا التاريخ الاسود عندما قام اسامة بن لادين بتوجيه طائرتين مختطفتين لتصطدم بمبنيي التجارة العالمية في نيويورك بالولايات المتحدة هذا الهجوم جعل الولايات المتحدة تقوم بحملة الحرب على الارهاب في جميع انحاء العالم وابتدأت بأفغانستان الدولة التي كانت تحت حكم طالبان في ذلك الوقت ولحق بها احتلال العراق عام 2003 وكان ذلك بأدعاء ان العراق كان يملك اسلحة دمار شاملة .... لكن عزيزي القارئ انا هنا كتبت ثلاث محطات تأريخية في تأريخ العرب والمسلمين اجمعين الاولى معركة بدر ...من كان المسبب الرئيسي لها ؟؟؟ الجواب واضح المسلمون بالهجوم على قافلة ابا سفيان . المحطة الثانية تقسيم اسرائيل عام 1948 اليست الارض يهودية قبل ظهور المسلمين ؟؟؟ بل وحتى قبل ظهور الدولة الاسلامية فعلا .. الجواب واضح كذلك ارض فلسطين ارض يهودية من زمن موسى . حرب العراق وحرب افغانستان والحرب على الارهاب من كان السبب الرئيسي فيها؟؟ المسلمون هم من بدأوا بالهجوم وقتل الالاف من مواطني الولايات المتحدة . ............................. ولا انسى في مقالي ما حدث في دارفور في السودان وما فعلة المسلمين بالمسيح هناك ... ولا انسى كذلك ما يحصل الان في بورما من قمع وقتل للمسلمين على يد المسيح وعدة ديانات اخرى ... ............................. المسلمون يؤمنون بمدأ (( العين بالعين والسن بالسن )) وهي ايه وردت في القران ولكن راجع المقال يا عزيزي كلما ارادوا المسلمون الانتقام من شخص هاجموا شخص اخر ليس له ذنب اصلا فيما يحدث ... فمثلا الهجوم على نيويورك كان فقط محاولة الانتقام من الولايات المتحدة ولكن يا عزيزي المسلم الم تسأل نفسك ما ذنب الذين ماتوا في تلك المباني وهم ليسوا بالجنود ولا حتى بالسياسيين . ومن مات في افغانستان والعراق من ابرياء ما ذنبهم ؟؟؟ هم شهداء لانك تريد ان تقيم حدود الله ؟؟ تتهم الولايات المتحدة بالوحشية والارهاب ... يا عزيزي راجع المحطات التاريخية في دينك وخاصة ما فعلة المسلمون في يهود بني قريضة في معركة خيبر من ابادة جماعية لنساء واطفال عزل .. وراجع كذلك حروب الردة وما حصل لقوم بني تميم على يد خالد بن الوليد عندما اقتحم احدى القرى بجيشة واباد النساء والاطفال فيها ... ماذا كانت عقوبة خالد ؟؟؟ عزلة من الجيش !! اين مبدأ النفس بالنفس ؟؟؟؟ يطبق على من هو ليس بمسلم ؟ في الختمام عزيزي القارئ فكر قبل ان تتهم احد بالارهاب وراجع تأريخ الاسلام الدموي أوكد لك انك ستفضل السكوت على اتهام احدا بالارهاب ........

الجمعة، 2 أغسطس 2013

بغداد تحت حصار الدين

ابدأ مقالي هذا بعدة اسماء مستعارة لان احداثة حقيقية ..... لي صديق اسمة زيد رجل مسلم وملتزم بدينة فهو يصوم رمضان كل سنة دون ان ينقص منه يوم واحد ومواضب على صلاتة دوما ويصليها في اوقاتها دون تأخير كما انه يساعد الفقير والمحتاج بالمبلغ الذي يستطيع ان يدفعة .... لكنة في نفس الوقت مواضب على زيارة البارات والنوادي الليلة كل يوم تقريبا .... سالتة عدة مرات عن المعنى من صلاتة وهو يزور البارات والنوادي الليلية ؟؟ فكان جوابة .. رافاييل ساعة لربك وساعة لقلبك ... لم اهتم لجوابة حينها لأني تصورتة هو الشخص الوحيد الذي يفعل ذلك ... حتى قام خادم بغداد الجديد علي التميمي بأغلاق جميع البارات والنوادي الليلية في بغداد ثم تبعة اغلاق المقاهي الشبابية في منطقة الكرادة .. زارني زيد ليقول لي عن خبر اغلاق البارات فتصورت في البداية إن الخبر مجرد اشاعة حتى تأكدت منة بنفسي عندما ذهبت لزيارة لمحل لبيع الخمر في منطقة الكسرة لاكتشفة مغلق وقد تحول الى محل موبايلات ... ذهبت بعدها للكرادة لأني كنت اعرف بعض المحلات التي تبيع الخمر هناك فوجدت بعضها كان مغلقا والبعض الاخر كان محروقا .. وكل ذلك كان بفتوة من رجل دين معمم دعا الى ذلك .ما لفت انتباهي هو ليس حرق المحلات بل إن دور البغاء لم يتم اغلاقها وإن عملها مستمر دون اي مضايقة !! تسائلت عن السبب فالإسلام حرم البغاء قبل تحريم الخمر !! هل من المعقول بقاء هكذا اماكن في العراق خصوصا إن بغداد وكما يصفها البعض ...بغداد علوية او إن بغداد عاصمة الخلافة الدينية ... على العموم ليس هذا موضوعنا .. قررت اسال واستفسر عن سبب عدم غلق دور البغاء في الكرادة فسألت احد الاصدقاء الذي هو منتسب في وزارة الداخلية يدعى احمد فكان جواب احمد الاوامر كانت واضحة ولا نستطيع التجاوز عليها ... تعجبت من الامر اكثر ولكني رجحت إن القيادات لا تعرف بوجود هكذا اماكن فقررت الاستمرار بالبحث عن السبب وبالكثير من الاسئلة والاستفسارات من الاصدقاء اكتشفت إن احد رجال الدين المعممين ( سيد ) له نسبة كبيرة من ما يحصل عليه القائمون على بيوت البغاء في منطقة الكرادة ... قررت تتبع هذا السيد والى اي جهة ينتمي ومن المؤكد إن له دعم حكومي فلا يستطيع اي شخص عمل ذلك دون غطاء حكومي ... فإكتشفت إن هذا السيد الفاضل ينتمي الى احد الاحزاب الكبيرة المتنفذة في الدولة وإن بعض السياسيين يواضبون على زيارة مايملكة من بيوت بغاء في منطقة الكرادة .... فلا يستطيع خادم بغداد علي التميمي المساس بهكذا مناطق خوفا من الحزب الذي ينتمي له رجل الدين الفاضل هذا ........ لم اتوقف الى هنا فقط فقررت ان ازور المكان الذي يلقي فية هذا السيد خطبة الجمعة ... وكانت احدى الحسينيات في منطقة الكرادة .. كانت خطبة الجمعة تتكون من الكثير من المدح للحكومة والكثير من التشديد على التمسك بافضل الاخلاق واحسنها واغلاق جميع البارات والنوادي الليلة وفصل الكليات فيجب ان تكون هناك كليات خاصة للبنات وكليات خاصة للشباب منعا للاختلاط الذي هو محرم في الدين الاسلامي .. وإن اللباس الرسمي للبنات يجب ان يكون العبائة الاسلامية .. بل حتى وإن السيد قال نوع العبائة التي اشك ان يكون احد المستوردين لها ... ما توصلت له من خلال هذا البحث المصغر ... هو إن الدين لعبة مطاطية يمكن طيه في أي اتجاة لكي يوافق رغبات رجال الدين الأجلاء . وإن الظرورات تبيح المحظورات وحتى إن لم تكن هناك اي ظرورة في ذلك . وإن ما قاله رجل الدين من كلام هو واجب تنفيذة اكثر من القران فكلام رجل الدين اكثر حجية . فأظن إن حان الوقت لثورة تسقط رجال الدين فاذا سقط رجال الدين استقامت الحكومة ... واختم قولي بأقتباس لقول احمد القبنجي (( تحت كل عمامة شيطان ))

الخميس، 25 يوليو 2013

سقوط السيطرة الدينية

ﻳﻌﺘﻤﺪ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ" ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻄﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺳﻨﺔ ﻭﺷﻴﻌﺔ ﻓﺎﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺃﻟﺴﻨﻪ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻹ‌ﻟﻬﻴﺔ "‬ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ  ﺗﻄﺒﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺑﺪﻻ‌ً  ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ " ﻓﺎﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮّﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹ‌ﻟﻬﻲ،  ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮّﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻮﻻ‌ﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺑﻋﻦ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻏﻴﺒﺘﻪ، ﻓﺎﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻫﻮ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﻣﺎãilde;ﻫﻢ، ﻭﻣﻦ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻃﺎﻋﺘﻪ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺳﻌﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻨﻪ ﻭﺷﻴﻌﻪ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺇﺳﻼ‌ﻡ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺮﺅﻳﺘﻬﻢ ﻓﻈﻬﺮ ﺇﺳﻼ‌ﻡ ﻃﺎﻟﺒﺎﻥ ﻭﺇﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭﺇﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﻗﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ.. ﺇﻟﺦ، ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺪﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ "ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻼ‌ﻓﺔ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ" ﻟﺪﻏﺪﻏﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ .  ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻺ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺑﻤﺼﺮ:  ﻧﺠﺢ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺳﻴﺪ ﻗﺮﺍﺭﻩ، ﻭﺍﺧﺘﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ ﻓﺄﻓﺴﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺑﻴﺔ ﻓﺘﺠﻤﺪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﻭﻭﻫﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﻭﺃﻓﺴﺪﻭﺍ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ، ﻓﻨﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻴﻦ ﺿﻤﺖ ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻗﺼﺎﺋﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ!! ﻓﺎﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻨﺎﺑﺎﺕ ﻭ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﻟﻤﺼﺮ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ ﺃﻳﺪﺕ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺣﻤﺎﺱ " ﺇﺧﻮﺍﻥ ﻏﺰﺓ "ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﺑﺘﻠﻲَ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻓﺘﺢ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻟﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻮﺍ ﺑﺠﺴﺪﻩ 45 ﻃﻠﻘﺔ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ! ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻴﺮﻭﺍ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺪﻡ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﻴﺴﻮﻯ ﻇﺎﺑﻂ ﺣﺮﺱ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺷﻬﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻛﻤﺎ ﺃﻳﺪﻭﺍ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺒﻠﺒﻠﺔ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺃﺳﻘﻂ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻋﺮﺍﻫﻢ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺩﻳﻦ ﺇﻟﻲ ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺳﻠﻄﺔ، ﻭﺃﻛﺪﻭﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺩﻋﻮﻳﺔ ﺑﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻣﺘﺨﺬﻩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻄﻴﺔ ﻟﻬﺎ .  ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻹ‌ﺭﺷﺎﺩ "ﻓﻲ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﺑﻤﺮﺷﺪﻫﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻃﺰ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻓﺘﺢ ﻣﺼﺮ!!ﻭﺍﻇﻬﺮﻭﺍ ﻏﺪﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻬﻢ ﺃﻹ‌ﻗﺼﺎﺋﻲ ﻷ‌ﻗﺒﺎﻁ ﻣﺼﺮ ﻭﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﻬﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺳﺔ ﺑﺈﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺳﺔ .  ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ  ﺳﻘﻂ ﻫﻮ ﺍﻵ‌ﺧﺮ ﻓﺘﺰﻭﻳﺮ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻹ‌ﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﺣﻤﺪﻱ ﻧﺠﺎﺩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺧﺎﻣﻨﺌﻰ ﺑﻤﻼ‌ﻳﻴﻦ ﺍﻷ‌ﺻﻮﺍﺕ ﺃﺳﻘﻂ ﻫﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺍﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻬﺎ ﻭﻓﻀﺢ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻵ‌ﻻ‌ﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ 19/6/2009 ﻓﻔﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻟﻢ ﺗﻤﺴﺤﻬﺎ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻫﺰﻟﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺻﺮﺡ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻰ "ﺃﻧﺎ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﺪﺍﺋﻜﻢ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﻲ ﺟﺴﻤﺎ ﻧﺎﻗﺼﺎً ﻭﺿﻌﻴﻔﺎً" ﻟﻢ ﺗﻔﻠﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻻ‌ﺳﺘﺪﺭﺍﻙ ﻋﻄﻒ ﺍﻹ‌ﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻫﺪﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻓﺎﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭﻣﺎﺕ ﺗﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷ‌ﻭﻝ ﻭﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ، ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﻗﺘﻞ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻳﻨﺪﻯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ .  ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻼ‌ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ.. ﻟﻬﻢ ﻫﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﻭﻫﻢ ﻣﺮﺟﻊ ﻷ‌ﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺬﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﻟﻬﺪﻓﻬﻢ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ "ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﺳﺪ ﺍﻟﻠﻪ.. ﺇﻟﺦ" ﻓﻤﻦ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﺿﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ.  ﻓﺒﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻴﺔ.  " ﺗﺤﻴﺎ ﺍﻷ‌ﺧﻄﺎﺀ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺣﺼﺎﻧﺔ ... ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻏﻄﺘﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ " ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻏﺎﻧﺪﻱ

الخميس، 11 يوليو 2013

أوهام دينية

*ﻗﺒﻞ* ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ، ﺣَﺬَّﺭ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺑﻴﻜﻮﻥ (1561 – 1626)، ﺃﺣﺪ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻣﻦ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﺻﻨﺎﻡ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﺒﺘﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻮﻥ، ﻓﺘﺤﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺋﺐ، ﻭﺗﻮﻗﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻭﻣﻐﺎﻟﻄﺎﺕ ﻻ‌ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ، ﻭﺗﻘﻒ ﻋﺎﺋﻘًﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺼﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ[1] . ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻭﺛﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﺳﻤَّﺎﻫﺎ ﺑﻴﻜﻮﻥ ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ[2] ، ﺃﺭﺑﻌﺔ: 1.     ﻭﺛﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ، ﻭﻫﻮ ﻧﺰﻋﺔ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﻜﺒِّﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺎﺕ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺗﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‌ ﻳﻘﻮﻡ ﺃﻱ ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ. 2.    ﻭﺛﻦ ﺍﻟﻜَﻬْﻒ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ. ﻭﻫﻲ ﻧﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﺗَﺤﻤﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ. 3.    ﻭﺛﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻭﻫﻮ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻨﺎ: "ﻃﻠﻌﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ" ﺃﻭ "ﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ". ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺻﻒ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗَّﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ، ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻻ‌ ﺗَﻄﻠﻊ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﺰﻝ ﺇﻻ‌ ﻇﺎﻫﺮﻳًﺎ. ﻟﻜﻨﻪ ﻛﻼ‌ﻡ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻗِﻊ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﺧﻄﺎﺀ. 4.    ﻭﺛﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ، ﺍﻵ‌ﺗﻲ ﻣﻦ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﻳﺘﺒﻨَّﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻏﻴﺮ ﻧﻘﺪﻱ، ﻭﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ. ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻼ‌ﻃﻮﻥ ﺃﻭ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺃﻭ ﺗﻮﻣﺎ ﺍﻷ‌ﻛﻮﻳﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﺪ ﺃﻭ ﺩﺍﺭﻭﻳﻦ ﺃﻭ ﻓﺮﻭﻳﺪ ﺃﻭ ﺳﻮﺍﻫﻢ، ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﺴَّﺮ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮَّﺭ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻻ‌ ﻟﺸﻲﺀ ﺇﻻ‌ ﻟﺼﺪﻭﺭﻩ ﻋﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻣﺮﺍﺩﻓًﺎ ﻹ‌ﻗﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻻ‌ﺣﺘﻜﺎﻡ ﺍﻷ‌ﻋﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻷ‌ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﺳﺘﻬﻞُّ ﻛﻼ‌ﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳَﻤَّﻴﺘُﻪ "ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ" ﻭ"ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ". ﻭﺗَﺠﻨُّﺒًﺎ ﻟﻠﺴﻘﻮﻁ ﺷﺨﺼﻴًﺎ ﻓﻲ ﺃﻱٍّ ﻣﻦ ﺃﻭﺛﺎﻥ ﺑﻴﻜﻮﻥ، ﺃُﺑﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥَّ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ ﻻ‌ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﺧﻔﻲٍّ ﺍﺳﻤُﻪ "ﺍﻟﻌﻠﻢ"، ﻛﻤﺎ ﻻ‌ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺷﺒﺢ ﻣﺨﺒﻮﺀ ﻓﻲ ﺁﻟﺔ ﻳُﺪْﻋﻰ "ﺍﻟﺪﻳﻦ"، ﺭﻏﻢ ﻟﺠﻮﺀ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﻃﻼ‌ﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ، ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕٍ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ: "ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ" ﺃﻭ "ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ". ﻭﻻ‌ ﻳﺨﻔﻰ، ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻣﺎ ﻣﺮَّ ﻣﻌﻨﺎ، ﺃﻥَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻮ ﻣﺜَﻞ ﺻﺎﺭﺥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻤَّﺎﻩ ﺑﻴﻜﻮﻥ "ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺴﻮﻕ". ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻻ‌ ﻳﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﺍﻷ‌ﺣﺮﻯ ﺃﻥَّ ﻣَﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺃﻥَّ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗُﻠﺰﻣﻬﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻛﺄﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺗﺒﻌﺎﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤَﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤَّﻰ ﻋﻠﻤًﺎ ﺃﻭ ﺩﻳﻨًﺎ[3] . ﻟﺬﻟﻚ ﻻ‌ ﺗُﺮْﻋِﺒَﻨﺎ ﺃﻭ ﺗُﺮْﻫِﺒَﻨﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ: "ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ"، ﻷ‌ﻧﻪ، ﻣﻬﻤﺎ ﻋَﻼ‌ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﻋﻠﻤﻴًﺎ، ﻓﻼ‌ ﺷﻚَّ ﺃﻧﻨﺎ ﻭﺍﺟﺪﻭﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺭﻓﻴﻌﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺃُﺧﺮﻯ، ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﻀﺎﺩَّﺓ ﻟﺰﻣﻼ‌ﺋﻬﻢ، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻻ‌ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﻞ ﺑﺎﻵ‌ﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻳَﻌْﺰﻭﻫﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﺍﻟﻤﻼ‌ﺣﻈﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺨﻄﺌﺔ ﻳﻌﺘﻨﻘﻬﺎ ﻓﺮﺩ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻗﺘﻨﺎﻋًﺎ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻨﻘﻴﻬﺎ، ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺃﺻﻴﻼ‌ً ﻻ‌ ﺗﺎﺑﻌًﺎ، ﻓﺄﺧﻄﺎﺅﻩ ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻤﻮﻣًﺎ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻣﺜﻞ ﻋﺪﻡ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺃﻭ ﻧﻄﺎﻕ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﻭﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭ ﺃُﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻨﺘﺎﺝ. ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻷ‌ﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺸﺎﺭ ﺗﺤﺘﻞُّ ﺣﻴِّﺰًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻫﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﻴُّﺰ ﺃﻭ ﺍﻻ‌ﻧﺤﻴﺎﺯ[4]  prejudice، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‌ ﻳﻨﺠﻮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻧﻔﺲ ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻧَﻔَﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻧَﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻘﻼ‌ﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻵ‌ﺧﺮ ﻭﺧَﻔْﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻬﺠﻴﺘﻪ ﻫﻮ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺣﺎﻝ ﺍﻷ‌ﺻﻴﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ‌ ﻳﻔﻜِّﺮﻭﻥ ﺑﻞ ﻳﻠﺘﻘﻄﻮﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ، ﺛﻢ ﻳَﺘَّﺨﺬﻭﻥ ﺩَﻭﺭ ﺍﻷ‌ﻧﺼﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﻤِّﺴﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺠِّﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺮِّﺿﻴﻦ، ﻭﻫﻢ، ﻓﻲ ﺃﻱِّ ﺣﺎﻝ، ﺃﺧﺼﺐ ﺍﻷ‌ﺭﺣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ. ﻭﺍﻟﺤﻖّ ﺃﻥ ﺻﺎﻧﻌﻲ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﺻﻔﻮﻑ ﺃُﻭﻟﺌﻚ ﻭﻫﺆﻻ‌ﺀ، ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳَّﺔ ﻭﻣﺠﻬﻮﻟﻲ ﺍﻟﻬﻮﻳَّﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ، ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ – ﻭﻫﻮ، ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ، ﺛﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻷ‌ﻭﺛﺎﻥ – ﻭﺛﻨًﺎ ﻣﻌﺒﻮﺩًﺍ، ﻭﺟَﻌْﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ – ﻭﻫﻮ ﺃﺭﺣﺐ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺨﻼ‌َّﻕ – ﺃﻓﻴﻮﻧًﺎ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ. ﻛﺜﻴﺮﺓٌ ﻫﻲ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻟﻜﻨﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ، ﻻ‌ ﺗُﻠﺰِﻡ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ‌ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﺳﻮﻑ ﺃَﻗﺼﺮ ﻛﻼ‌ﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻤﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ، ﺑﺪﺀًﺍ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ. *ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ* *1.     ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ* ﻟﻌﻞَّ ﺃﺧﻄﺮ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻻ‌ﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ. ﻭﻗﺪ ﻋَﺒَّﺮ ﺳﻴﻐﻤﻮﻧﺪ ﻓﺮﻭﻳﺪ (1856 – 1939) ﺗﻌﺒﻴﺮًﺍ ﺑﻠﻴﻐًﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺑﻘﻮﻟﻪ: "ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻭﻫﻤًﺎ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﻫﻮ ﺍﻻ‌ﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥَّ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ"[5] . ﻭﻭَﺟﺪ ﺑﺮﺗﺮﺍﻧﺪ ﺭﺻﻞ (1872 – 1970) ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺪ ﻻ‌ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ، ﻟﻜﻦْ ﻻ‌ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻸ‌ﻣﻞ ﺇﻻ‌ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺇﺫﺍ ﻧﺤﻦ ﺷﺌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﻴﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﻨَﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺘﻤﺪُّﻩ ﻣﻦ "ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺰِّﻳﺔ"[6]  ﺍﻵ‌ﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﺇﺫْ ﺭﺃﻯ ﺃﻥَّ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤَّﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺣﺼﺮًﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﺃﻗﺎﻡ ﺭﺻﻞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻣﺤﺪِّﺩًﺍ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻨﺎ "ﻛﻴﻒ ﻧﺤﻴﺎ ﺑﻼ‌ ﻳﻘﻴﻦ، ﻟﻜﻦْ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳُﻘﻌِﺪﻧﺎ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ"[7] . ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻫﻮ ﺣَﺼْﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺿﻤﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻛﺠﺰﺀ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺃﻭ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻻ‌ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻨﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻷ‌ُﺧﺮﻯ، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗَﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ، ﻛﺎﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷ‌ﺩﺏ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻔﻦِّ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ، ﻣﺜﻼ‌ً، ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻫﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻘﻂ؟ ﻫﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻵ‌ﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺎﺕ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻼ‌ﻫﻮﺕ، ﻭﻧﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻓﻼ‌ﺳﻔﺔ ﻭﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﻭﺭﻭﺍﺋﻴﻴﻦ ﻭﻣﺴﺮﺣﻴﻴﻦ؟ ﺃﻻ‌ ﺗُﻌَﺪُّ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺑِﺼُﻮَﺭ ﻏﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺄﺱٍ ﻭﺭﺟﺎﺀ، ﻣﻦ ﺑﺆﺱ ﻭﻫﻨﺎﺀ، ﻣﻦ ﻇﻠﻤﺔ ﻭﺿﻴﺎﺀ، ﻣﻦ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭ ﻭﻣَﻀﺎﺀ؟ ﺣﻘًّﺎ ﺇﻥَّ ﻣﺎ ﻧﺘﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﻣﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺸﻔﻬﺎ ﻣﺒﺪﻋﻮﻥ ﺭﺍﺅﻭﻥ ﻣﺜﻞ ﺳﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ ﻭﺃﻓﻼ‌ﻃﻮﻥ ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻭﺃﻳﻮﺏ ﻭﺑﻮﻟﺲ ﻭﻣﺤﻤَّﺪ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴِّﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮِّﻱ ﻭﺩﺍﻧﺘﻲ ﻭﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ﻭﺩﻭﺳﺘﻮﻳﻔﺴﻜﻲ ﻭﺗﻮﻟﺴﺘﻮﻱ ﻭﻛﺎﻣﻮ ﻭﺇﻟﻴﻮﺕ، ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺎ ﺗﻌﻠِّﻤﻨﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ. ﻭﻟﺌﻦ ﺳَﻠَّﻤﻨﺎ ﺑﺄﻥَّ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻷ‌ﻭﻝ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﻑ، ﻓﺈﻥَّ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﻻ‌ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻨﻬﺎ، ﺑﻞ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻝ ﻛﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ. ﺫﻟﻚ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ. ﻭﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻌﻨﻲٌّ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ. ﻭﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺇﺫ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ. ﻓﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺣﻴﺎﺩﻳﺔ ﺧُﻠﻘﻴًّﺎ ﺃﻭ ﻗﻴﻤﻴًّﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺗﺴﺨﻴﺮ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻟﻠﻬﺪﻡ ﻛﻤﺎ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻗﻲ، ﻓﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺎﻫﻴَّﺘﻬﺎ ﻭﺿﺮﻭﺭﺗﻬﺎ ﻭﺗﺒﺮﻳﺮﻫﺎ، ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺄﻧًﺎ ﻋﻠﻤﻴًﺎ. ﺻﺤﻴﺢٌ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺗﻌﻴﻦ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ‌ ﺗﺰﻭِّﺩﻩ ﺑﺄﻱِّ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ، ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺃﻭ ﻭﺟﻮﺩﻳﺔ، ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ. ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﺮﺩﺭﻳﻚ ﻧﻴﺘﺸﻪ (1844 – 1900) ﺃﺻَﺢَّ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺭﺻﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ، ﺇﺫْ ﻭَﺟﺪ ﺑﺪﻳﻼ‌ً ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻓﻀﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻻ‌ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ[8] . ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻫﻨﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺭﺅﻳﺎ ﻭﺗﺒﺮﻳﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻷ‌ﻫﺪﺍﻑ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ. ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻻ‌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ (ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ)، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻲﺀ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺗﺤﺖ ﺗَﺼﺮُّﻓﻪ، ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺪﻣﺎﺭ، ﺃﻱ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻧﻘﻴﺾ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻻ‌ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ. *2.    ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻵ‌ﻟﻲ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺋﻴَّﺔ* ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﺗﻜﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺘﻔﺼﻴﻞٍ ﻟﻠﻮﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺿﻨﺎﻩ. ﻫﺬﺍ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻵ‌ﻟﻲَّ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻋﻘﻠﻴًّﺎ، ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﻧﻈﺮﺓ ﻏﺎﺋﻴَّﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻫﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻻ‌ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭﻩ، ﻻ‌ ﺑﺪَّ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺬﻛﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ[9] ، ﺑﺪﺀًﺍ ﺑﺎﻟﻔﻠﻜﻲ ﺍﻟﺒﻮﻟﻮﻧﻲ ﻛﻮﺑﺮﻧﻴﻜﻮﺱ (1473 – 1543) ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺮﻫﻦ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻻ‌ﺧﺘﺒﺎﺭﻱ ﺃﻥَّ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻻ‌ﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﻳَّﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺪﻭﺭ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﻮﻥ. ﻭﺗﻼ‌ﻩ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ ﺍﻻ‌ﻳﻄﺎﻟﻲ ﻛﺒﻠﺮ (1571 – 1630) ﻟﻴﺆﻳِّﺪ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻪ ﻟﺠﻬﺔ ﺩَﻭَﺭﺍﻥ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻟﻴﺜﺒِﺖ، ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﺘﻠﺴﻜﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﻜﺮﻩ، ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﺲ ﺟﺴﻤًﺎ ﻛﺮﻭﻳًﺎ ﺗﺎﻣًﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻷ‌ﻭﺩﻳﺔ. ﻭﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺳﺎﺩ ﺍﻷ‌ﻭﺳﺎﻁَ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻃﻮﻳﻼ‌ً ﺍﻻ‌ﻋﺘﻘﺎﺩُ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻷ‌ﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﻼ‌ﺋﻜﺔ، ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﺍﻹ‌ﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺇﺳﺤﻖ ﻧﻴﻮﺗﻦ (1642 – 1727) ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺃَﺣﺪﺙَ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ. ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻛﻠﻤﺎ ﻻ‌ﺣﻆ ﺷﺬﻭﺫًﺍ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷ‌ﺟﺮﺍﻡ ﻋﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ – ﻻ‌ ﻟﻴﺒﺮﻫﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﺫْ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺑﻪ، ﻟﻜﻦ ﻟﻴﻔﺴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺬﻭﺫ. ﻭﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻻ‌ﺑﻼ‌ﺱ (1749 – 1827) ﺃﻥ ﺑَﻴَّﻦ ﺷﻤﻮﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻟﻴﺴﺖ ﺷﺎﺫﺓ ﺣﻘًﺎ، ﻻ‌ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﺤﺴْﻦ ﺳَﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ. ﻭﻳُﺮﻭﻯ ﺃﻥ ﺍﻻ‌ﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻧﺎﺑﻮﻟﻴﻮﻥ ﺳﺄﻝ ﻻ‌ﺑﻼ‌ﺱ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻓﺄﺟﺎﺏ – ﻭﻫﻮ ﻣﺆﻣﻦ ﺃﻳﻀًﺎ – ﺃﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻟﺮﻓْﻀﻪ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻛﺈﻟﻪ ﺛﻐﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺇﻟﻪ ﻓﺠﻮﺍﺕ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺳُﺪَّﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﺍﻧﺘﻔﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺟَﻌﻠﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﺔ ﻳﺴﺘﻨﺘﺠﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ، ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻓﻖ ﺳﺒﺒﻴَّﺔ ﺁﻟﻴَّﺔ ﻻ‌ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﻐﺎﻳﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﻼ‌ﻏﺎﺋﻴَّﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻣﺘَﺪَّﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻟﺘَﻜﺘﺴﺐ ﺍﺳﻢ "ﺍﻟﺤﺘﻤﻴَّﺔ" determinism. ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﺎﺋﻴَّﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﻻ‌ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﻞ. ﺗﻔﺴﻴﺮﻧﺎ ﻟﻜﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻣﺜﻼ‌ً، ﻻ‌ ﻳﺘﻢُّ ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺷﺎﺀﺕ ﻫﺬﺍ. ﻟﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻧﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﻻ‌ ﻳﺤﺼﻞ ﺇﻻ‌ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷ‌ﺳﺎﺱ. ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻷ‌ﺣﺪﺍﺙ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﺂﻟﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺆﻟِّﻔﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻵ‌ﻻ‌ﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻵ‌ﻟﻲ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻛﻠُّﻪ ﺧَﻠْﻖَ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻛﻠﻪ ﻣﺨﻠﻮﻗًﺎ ﻟﻬﺪﻑ؟ *ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻓﻴﺰﻳﺎﺀ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﺃﺩَّﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺫﻟﻚ. ﻭﻻ‌ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻓﻴﺰﻳﺎﺀ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﺪﻑ ﻛﻮﻧﻲ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻓﺘﺮﺽ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ... ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻻ‌ﻻ‌ﺕ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻮﺵ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻣﺨﻄﺊ[10] .* ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ‌ ﻧﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻷ‌ﻫﺪﺍﻑ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. ﻓﺘﻔﺴﻴﺮﻧﺎ ﻛﺴﻮﻑ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻻ‌ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻘﻮﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺷﺎﺀﺕ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﺠﺐ ﻋﻨﺎ، ﻭﻫﻮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻏﺎﺋﻲ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﻻ‌ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻐﺎﺋﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺩﻳﻨﻴًﺎ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻛﻜﻞ. ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻻ‌ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩَّﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ، ﻭﻻ‌ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑِﺴَﻴﺮ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﻜﻨًﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒًﺎ. ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﻦ ﺍﻵ‌ﻟﻲ ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﻲ ﻻ‌ ﻳﺘﻌﺎﺭﺿﺎﻥ: *ﺃﻥْ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺑﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﻻ‌ ﻳﺒﺪِّﻝ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ. ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺁﻟﺔ، ﻟﻜﻦْ ﻻ‌ ﻳﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ[11] .* ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ ﺍﻵ‌ﻟﻴﺔ ﻭﻻ‌ ﺗﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻬﻲ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻟﻌﻠَّﻪ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷ‌ﺻﻐﺮ. ﺇﻥَّ ﺟﺎﻧﺒًﺎ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﺟﺪًﺍ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺐ، ﻣﺜﻼ‌ً، ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ، ﻛﺴﺮﻋﺔ ﺇﻓﺮﺍﺯ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻷ‌ﺩﺭﻳﻨﺎﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ. ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺷﻴﺌًﺎ ﺁﺧﺮ. ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﻜﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻠﺴﻜﻮﺏ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﺃﻧﻌﻢ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﻬﺮ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻓﺤﺺ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺟﻴﺪًﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﻟﻠﺤﺐ، ﻣﺼﻴﺒﺎﻥ[12] . ﻓﻬﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ. ﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻋﻨﺼﺮﺍﻥ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔً ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ، ﻛﺎﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ. ﻓﻼ‌ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻧﺤﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ "ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴَّﺔ ﺍﻟﻤﻌﺰِّﻳﺔ" (ﺣﺴﺐ ﻭﺻﻒ ﺑﺮﺗﺮﺍﻧﺪ ﺭﺻﻞ) ﻷ‌ﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗﺒﻨَّﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺘﺠﺮﺑﺔ، ﻭﺇﻥْ ﻋَﻤَّﺪَﻫﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ، ﻻ‌ ﺗُﺪﺧِﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺇﻻ‌ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺿﻌًﺎ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ، ﻋﻠﻤًﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷ‌ﻛﺒﺮ ﻭﺍﻷ‌ﻫﻢ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻨﺎ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻻ‌ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ "ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ‌ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﺳﺘﻤﺘﺎﻋًﺎ ﻓﺮﺩﻳًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻻ‌ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻫﺪﻓًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺪﻩ ﻻ‌ ﻳﺘﻌﺪَّﻯ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺐ"، ﻓﻬﺬﺍ "ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ"[13] . *3.    ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳُﺒﻄِﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ* ﻫﺬﺍ ﻳﺤﻴﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳُﺒْﻄِﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﻜﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻵ‌ﺧﺮ. ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺃﻥ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻻ‌ ﻣﺠﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻟﻺ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ. ﻭﻳﺮﺳﻤﻮﻥ ﺧﻄًﺎ ﻓﺎﺻﻼ‌ً ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼ‌ﻧﻜﺴﺎﺭ، ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻵ‌ﺧﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻔﻮﻧﻪ ﻛﺼﻔﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻳﻘﺎﺑﻠﻮﻧﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﻛﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﻭﺍﻻ‌ﻧﻐﻼ‌ﻕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ، ﻭﺗﺤﺖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺻﻔﺎﺕ ﻛﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻻ‌ﻧﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ. ﻓﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ، ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻛﺎﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻷ‌ﺣﻴﺎﺀ، ﺃﻡ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﻛﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻉ، ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺑﻬﺪﻑ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻭﻧﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺎﺕ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﻧﻮﺟِّﻪ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻷ‌ﻓﻀﻞ. ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺮﺯﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﺗَﺤﻘﻖ، ﺣﺴﺐ ﺩﻋﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ، ﺑﻬﺠﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺧﺮﺍﻓﺎﺗﻪ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺍﻷ‌ﺣﺪﺍﺙ. ﻭﺗﺰﺧﺮ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺑﻤﺆﻟﻔﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺻﺪﺭ ﺣﺪﻳﺜًﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ "ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ"، ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺭﻳﺘﺸﺎﺭﺩ ﺩﻭﻛﻴﻨﺰ، ﻭﻫﻮ ﺃُﺳﺘﺎﺫ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃُﻛﺴﻔﻮﺭﺩ، ﻣﻔﻬﻮﻡ "ﺍﻟﻠﻪ" ﻣﻊ ﺍﻟﻔَﺮَﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ[14] ، ﻭﻳﻜﺮﺱ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻟﻠﺒﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ‌ ﻳﺆﻳﺪ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ. ﻭﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﺇﻟﻰ ﻭﻫﻢ. ﻭﻛﺎﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ، ﻋﺠﺐ ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ "ﺟﻨﻮﻧًﺎ" ﻭﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ "ﺩﻳﻨًﺎ"، ﻣﻠﻤﺤًﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺃﻱ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ[15] . ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﻔﺘﻌَﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻲ ﻟﻠﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬ ﺃﻭَّﻝ ﺷﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺃُﻭﻏﺴﺖ ﻛﻮﻧﺖ (1795 – 1857). ﻓﻔﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻋﻦ "ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻹ‌ﻳﺠﺎﺑﻴﺔ"، ﺷﺮﺡ ﻛﻮﻧﺖ ﻣﺎ ﺳﻤﺎﻩ "ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻻ‌ﺕ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺙ"[16] ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ، ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺛﻼ‌ﺙ: ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻼ‌ﻫﻮﺗﻴﺔ، ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ، ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹ‌ﻳﺠﺎﺑﻴﺔ. ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻼ‌ﻫﻮﺗﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ. ﻭﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ "ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ"، ﺣﺴﺐ ﻭﺻﻒ ﻛﻮﻧﺖ، ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﻛﻞ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺃﻭ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻋﺪَّﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺑﻮﺍﺳﻄﺘﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﻭﻃﺒﺎﺋﻌﻬﺎ، ﻣﺴﺘﻌﻴﻀًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﺒﺎﺩﺉ ﻣﺠﺮﺩﺓ. ﻫﻨﺎ ﺗﺤﻞُّ ﻣﺜُﻞ ﺃﻓﻼ‌ﻃﻮﻥ، ﻣﺜَﻼ‌ً، ﻣﺤﻞ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻻ‌ﻏﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻷ‌ﺧﻴﺮﺓ، ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺎﺕ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻣﺼﻴﺮﻩ، ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ، ﺃﻱ ﻋﻼ‌ﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺑﻬﺔ ﻭﺍﻟﺘﺘﺎﺑﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ. ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﻫﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼ‌ﺧﺘﺒﺎﺭ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ. ﻭﻻ‌ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﻼ‌ﻫﻮﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ، ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ. ﻭﺩﻋﺎ ﻛﻮﻧﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹ‌ﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ، ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻞ "ﻓﻴﺰﻳﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ" ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻖ، ﻓﺘﻐﺪﻭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺃﺩﺍﺓ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻟﻼ‌ﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﺟﺪًﺍ ﺇﺫْ ﻻ‌ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺈﺑﺮﺍﺯ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻤﺒﺪﺃ "ﺍﻟﻌﻠﻤﻴَّﺔ" ﺃﻭ "ﺍﻟﻌﻠﻤَﻮِﻳَّﺔ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻠﻐﻲ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ. ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺍﺟﻌﻨﺎ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺜﻼ‌ﺛﺔ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻨﺎﻫﺎ، ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ. ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﻣﺮﺣﻠﻴﺔ ﻛﻮﻧﺖ، ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ، ﺧﻄﺄ، ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ. ﻓﺎﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷ‌ُﺳﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ – ﻭﺗﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﻳﻘﻊ ﺟﺰﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺪًﺍ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ – ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺧﻔﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﺘﻘﺪﻡ ﻋﻠﻤﻴًﺎ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﻟﻢ ﺗَﺒْﻄﻞ، ﻷ‌ﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺑﺎﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻭﻧﺤﻦ، ﻣﻨﺬ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﻟﻠﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻧﻌﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻔﻦ، ﻣﺠﺘﻤﻌﺔً ﻭﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﺣﻞ. ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﻛﻮﻧﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﻛﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﻋﻠﻮﻣًﺎ ﺃُﺧﺮﻯ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ. ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻧﺴﺄﻝ: ﺑﺄﻱ ﻣﻨﻄﻖ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻛﻮﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ؟ ﻛﻴﻒ ﻧﺠﺪ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺳﻼ‌ﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻜﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻫﻲ ﻻ‌ ﺗﻌﻄﻲ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﻭﻻ‌ ﺗَﻄﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻫﻨﺎ؟ ﺇﻥ ﺍﻷ‌ﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻵ‌ﺗﻲ: "ﻣﻢَّ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ؟". ﺃﻣﺎ ﺍﻷ‌ﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻵ‌ﺗﻲ: "ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃُﺣﺐَّ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺍﻵ‌ﺧﺮ؟". ﺍﻹ‌ﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷ‌ﻭﻝ ﺃﻣﺮ ﺗﺠﺮﻳﺒﻲ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻭُﺟﺪ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﺎﺩﺓ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺑﺎﻹ‌ﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻷ‌ُﻭﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﺗَﻐﻴَّﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ. ﺃﻣﺎ ﺍﻹ‌ﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺄﻣﺮ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺇﺣﺼﺎﺋﻲ. ﻓﺎﻟﻤﺤﺒﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ ﻣﺒﻐﻀﻴﻦ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺭﺍﺀ ﻃﺎﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻣﺴﻄﺤﺔ ﻋﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻣﻀﺤﻜﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ. ﺃﻣﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷ‌ﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﺔ، ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺳﻮﻓﻮﻛﻠﻴﺲ ﻭﻫﻮﻣﻴﺮﻭﺱ ﻭﺩﺍﻭﺩ ﻭﺃﻓﻼ‌ﻃﻮﻥ، ﻓﻤﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﻨﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ. *ﻫﺬﺍ ﻷ‌ﻥَّ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻷ‌ﺳﺎﺳﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﺪﻝ. ﻓﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﺃُﻧﺎﺳًﺎ، ﺃﻱ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺗﺘﺤﺪﺩ ﺑﻌﻼ‌ﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻊ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ، ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﺪﺍﻣﻰ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷ‌ﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ. ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃُﻭﻟﺌﻚ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻭﻧﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻷ‌ﺳﺎﺳﻲ ﻣﺎ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤْﺪَﺛﻮﻥ، ﻭﻻ‌ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺒﺘﺔ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ، ﺳﻮﺍﺀ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺃﻭ ﻛﻮﺑﺮﻧﻴﻜﻮﺱ ﺃﻭ ﺃﻳﻨﺸﺘﻴﻦ ﺍﻟﻜﻮﺯﻣﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﺃﻭ ﺑﺄﻥ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻞ ﻳﻘﻒ ﻓﻮﻕ ﺳﻠﺤﻔﺎﺓ[17] .* ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ "ﻣﻢَّ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ؟"، ﻻ‌ ﻳﺠﻴﺐ ﻭﻻ‌ ﻳَﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻷ‌ُﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻮَّﻧﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻛﻮَّﻧﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ. ﻓﻘﻮﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻷ‌ُﻭﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﻗﻮﻟﻨﺎ ﺇﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻷ‌ُﻭﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﻭﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﻜﻞ، ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻳﻀًﺎ. ﻟﻜﻦ ﺍﻷ‌ﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ، ﻛﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻷ‌ُﻭﻟﻰ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ، ﺗﻘﻊ ﻛﻠﻴًﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻣﺎ ﺗَﻘﺪﻡ ﻋﺮﺿﻪ ﻛﺎﻥ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻷ‌ُﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ ﺃﻭ ﺗُﺠﺎﻭِﺭُﻫﺎ. ﺇﻻ‌ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ، ﻣﻨﺒِّﻬﻴﻦ ﻣﺮﺓ ﺃُﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﺧﻄﺎﺀ ﻻ‌ ﺗُﻠﺰِﻡ ﻣﺠﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤَّﻰ ﻋﻠﻤًﺎ، ﻭﻻ‌ ﻫﻲ ﻣﺴﺘﻤَﺪَّﺓ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻐﺎﻟﻄﺎﺕ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺻِﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻘﺪﻣﺎﺗﻬﻢ ﺑﺄﻱ ﻣﻨﻄﻖ ﺳﻠﻴﻢ. ﺇﻥَّ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻵ‌ﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻮَّﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﺃُﻋﻄﻴﺖ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺳُﺨِّﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﻋﻠﻤﻴﺔ. ﻓﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﺷﺘﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻻ‌ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻵ‌ﻟﻴَّﺔ ﻭﻻ‌ ﺑﺎﻹ‌ﻟﻬﻴَّﺔ ﻭﻻ‌ ﺑﺎﻟﺤﺘﻤﻴَّﺔ. ﻫﺬﻩ ﻣﻘﻮﻻ‌ﺕ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻻ‌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ. ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻜﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋَﻬﻢ ﻳﺴﻮِّﻗﻮﻥ ﺁﺭﺍﺀﻫﻢ ﻭﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺼﻮﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ، ﻟﻤﺠﺮَّﺩ ﺇﻟﺼﺎﻕ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﺸﺘﻘَّﺎﺗﻬﺎ ﺑﻬﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻭﻋﺎﻟِﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷ‌ﻣﻴﺮﻛﻲ ﻭﻟﻴﻢ ﺟﻴﻤﺲ (1842 – 1910) ﺗَﻨﺒَّﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻭﻛﺘﺐ، ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، ﺃﻥَّ *ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻧﺰﻋﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻣﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ، ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺇﻻ‌ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﻠﻤﻮﺳﺔ ﻓﻌﻼ‌ً. ﻭﺗﺠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤَّﻰ ﻋﻠﻤًﺎ ﻭﺛﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ. ﻭﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻣﺎﺕ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪ ﻫﻲ ﻭﻟﻌﻪ ﺑﻜﻠﻤﺔ "ﻋﺎﻟِﻢ". ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺭﺃﻱ ﻻ‌ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ، ﻫﻲ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻼ‌ﻋﻠﻤﻴَّﺔ[18] .* ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﻧﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻋﻠﻤًﺎ ﺃﻥ ﺭﺃﻱ ﻭﻟﻴﻢ ﺟﻴﻤﺲ ﻫﺬﺍ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺮﺩِّ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻜﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻤﺮَﺿﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﺎ ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺗﻤﻬﻴﺪًﺍ ﻹ‌ﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺝ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻢ ﻟﻬﺎ. *ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ* *1.    ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺒﺮﻫﻦ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ* ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻷ‌ﻭﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﻫﻮ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﺑﻌﺾ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ – ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ – ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺒﺮﻫﻦ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ. ﻓﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻋﺒﺮ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻷ‌ﺣﻴﺎﺀ ﻭﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻻ‌ ﺑﺪَّ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻔﻮﺍ ﻣﻨﺪﻫﺸﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻨﺸﺪﻫﻴﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻣﺮﻳﻦ: ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ. ﻋﻦ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﺍﻷ‌ﻭَّﻝ ﻋَﺒَّﺮ ﻟﻮﺩﻓﻴﻎ ﻓﻴﺘﻜﻨﺸﺘﺎﻳﻦ (1889 – 1951)، ﺃﺣﺪ ﺃﺑﺮﺯ ﻓﻼ‌ﺳﻔﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﻥَّ "ﺍﻟﻤﻠﻐِﺰ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ، ﺑﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺾ"[19] . ﻭﻟﺒﺚ ﻓﻴﺘﻜﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺗَﺤﺮِّﻱ ﺍﻟﻤﻠﻐِﺰ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺒﻨﺘﺰ (1646 – 1716) ﻗﺪ ﺗَﺘﺒَّﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻐﺰ ﺍﻧﻄﻼ‌ﻗًﺎ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻟﻪ: "ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﻭﻟﻴﺲ ﻻ‌ ﺷﻲﺀ؟"... "ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺃﻥَّ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺌًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻃﻼ‌ﻕ؟"[20] . ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ، ﻭﻫﻮ ﺍﻻ‌ﻗﺮﺍﺭ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻓﻼ‌ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﻋﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻣﺜﻼ‌ً، ﺑِﻌُﻨﺼﺮَﻱ ﺍﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻷ‌ُﻭﻛﺴﻴﺠﻴﻦ، ﺇﺫْ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ، ﻻ‌ ﺑﻞ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷ‌ﺻﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﺳﻮﺍﺀٌ ﺃﺳَﻤَّﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺬﺭَّﺓ ﺃﻡ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ. ﻭﻫﺬﺍ، ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻬﻢ، ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻷ‌ﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻫﻢ ﻳﺤﺘﻜﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻛﺒﺎﺭ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﺍﻷ‌ﻟﻤﺎﻧﻲ ﻣﺎﻛﺲ ﺑﻼ‌ﻧﻚ (1858 – 1947)، ﺻﺎﺣﺐ "ﻧﻈﺮﻳَّﺔ ﺍﻟﻜَﻢّ" Quantum theory، ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ "ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺸﻨَّﺎﻥ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺩﺍﺋﻤﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣُّﺘﻴﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴﺔ. ﻭﺻﺮﺧﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻫﻲ: ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ"[21] . ﻭﻳﺆﻳﺪ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺟﻴﻤﺲ ﺟﻴﻨﺰ (1877 – 1946) ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻟﻤﻦ ﻳﺘﺒﺼَّﺮ ﻓﻴﻪ، ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻭﺡ، ﻻ‌ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﻵ‌ﻟﺔ[22] . ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻓَﻠْﻨﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﺍﻵ‌ﺧﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻷ‌ﺷﻴﺎﺀ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ. ﻻ‌ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻈﺎﻣًﺎ ﺑﺪﻳﻌًﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻋﻘﻞ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ. ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺳﻮﻯ ﻣﺮﺍﻗَﺒﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺍﻷ‌ﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ. ﻫﺬﺍ ﺍﻻ‌ﻧﺘﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺟَﻌﻞ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷ‌ﻟﻤﺎﻧﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻛﺎﻧﻂ (1724 – 1804) ﻳﻌﺒِّﺮ ﻋﻦ ﺇﺟﻼ‌ﻟﻪ ﻟﻈﺎﻫﺮﺗَﻴﻦ: ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻌَّﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻓﻮﻗﻪ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺍﻟﺨُﻠﻘﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ[23] . ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻋﺪﺩًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻳﺴﺘﻨﺘﺠﻮﻥ، ﺍﻧﻄﻼ‌ﻗًﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺳﻮﺍﺀٌ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻷ‌ﻓﻼ‌ﻙ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺗَﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﺤﻲ ﻋﻤﻮﻣًﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻱِّ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﺍﻧﻄﻼ‌ﻗًﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻈِّﻢ، ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﻈِّﻤًﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻧﻮﻋًﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻛﻴﺎﻥ ﺁﺧﺮ، ﺃﻻ‌ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ. ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺍﻵ‌ﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘَﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺤﺾ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻟﺮﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻭﻫﻤًﺎ ﻟﻴﺲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻟﻔﻌﻠَﻲ ﺍﻟﺨَﻠﻖ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﺑﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻌﺎﻟِﻢ ﻻ‌ ﻳﺤﺘﺎﺝ، ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻋﻤﻠﻪ، ﺇﻟﻰ ﺃﻱِّ ﻧﺠﺪﺓ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻩ. ﻓﺎﻟﻌﺎﻟَﻢ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻛﻔﻰ. ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﺤﺮَّﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. ﻭﺭُﺏَّ ﻋﺎﻟِﻢٍ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻣﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳَﻌِﺐ ﻋﺪﻡُ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻤَﻪ، ﻭﺭﺏَّ ﻋﺎﻟِﻢٍ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨًﺎ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻒ ﻋﻠﻤَﻪ ﺇﻳﻤﺎﻧُﻪ. ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻟﻮﺍﺟﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﺿﻠﻴﻌﻬﻢ ﻭﺿﺌﻴﻠﻬﻢ، ﻧَﻔَﺮًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻼ‌ﺇﻳﻤﺎﻥ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺁﺧﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. ﺃﻣَّﺎ ﻃﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟَﻢ ﻭﻣﺼﺪﺭ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹ‌ﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻠﻦ ﻳﻀﻴﻔﺎ ﺫﺭَّﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ. ﻻ‌ ﺑﻞ ﺇﻥَّ ﺇﻗﺤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻖ ﺃﻭ ﺍﻟﻼ‌ﻫﻮﺕ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻗﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ. ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺮﻗﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺈﺩﺧﺎﻟﻪ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺋﻴَّﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻧﻄﺎﻗﻬﺎ. ﻭﻳﻌﺮﻗِﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺠﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ، ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳَﺆﻭﻝ، ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷ‌ﺧﻴﺮ، ﺇﻟﻰ ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﻭﺍﻷ‌ﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻜﻒَّ ﺫَﻭﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻨﺠﺎﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻲ ﺃﻭ ﻭﺟﻮﺩﻱ، ﻻ‌ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻓﺮَﺿﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ. *2.    ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ* ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺃﻭ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻳﺄﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﺟﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺑﺘﻜﺮﻫﺎ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺗﺰﻭِّﺩﻩ ﺑﺎﻷ‌ﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻤﺔ ﻋﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷ‌ﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﺇﻻ‌ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﺟﺎﺑﺔ. ﻭﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻳﺄﺗﻲ ﺩَﻭﺭ ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﻳُﻘﺎﻝ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ، ﻭﺇﻥْ ﺗﻮﺻَّﻞ ﺩﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ. ﻓﻠﻺ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﻻ‌ ﻳﺄﺗﻲ ﻹ‌ﻛﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺇﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺃﻥ ﻧﻘﻄﻊ ﻣﻌﻪ ﺷﻮﻃًﺎ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﺟﺪًﺍ ﺑﺎﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ، ﻓﻼ‌ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﺎﺑﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﻟﺴَﺪِّ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ. ﻭﻛﻤﺎ ﺗَﻄﻮَّﺭﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻓﻬﻲ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺘﻄﻮﺭ ﻭﺗﻜﺴﺐ ﺃﺭﺿًﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﻮﻣًﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ. ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ، ﺍﻧﻄﻼ‌ﻗًﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ، ﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻲ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻤﺎ ﺑﻴَّﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﺍﻵ‌ﻥ. ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﻀﻲ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻔﺰﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻃّﺮﺍﺩ. ﻭﻳﺠﺪﺭ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻮﻗﻔَﻲ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴَّﻴﻦ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻭﻻ‌ﺑﻼ‌ﺱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ. ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﻋﻤﺪ ﻧﻴﻮﺗﻦ، ﻛﻤﺎ ﻣﺮَّ ﻣﻌﻨﺎ، ﺇﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻹ‌ﻟﻬﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻻ‌ﺣﻆَ ﺷﺬﻭﺫًﺍ ﻋﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ. ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﻓﻀﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻀﺤﻜﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻻ‌ﺑﻼ‌ﺱ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﻀﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻹ‌ﻟﻪ "ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ" ﺍﻟﺬﻱ ﻻ‌ﺫَ ﺑﻪ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻟﻪ ﺛﻐﺮﺍﺕ، ﻣﺎ ﺇﻥْ ﺗُﻤﻸ‌ُ ﺑﺎﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺣﺘﻰ ﻳُﺴﺘﻐﻨﻰ ﻋﻨﻪ. ﻟﺬﻟﻚ ﺁﺛَﺮ ﻻ‌ﺑﻼ‌ﺱ ﺇﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ – ﻭﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ – ﺧﺎﺭﺝ ﻧﻈﺮﺗﻪ، ﺧﻮﻓًﺎ ﻣﻦ ﺃﻻ‌ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺧﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺮ ﺇﻟﻪ ﻧﻴﻮﺗﻦ. ﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﻪ ﻧﻴﻮﺗﻦ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻭﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﻔﺴِّﺮﻱ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺑﺈﺩﺭﺍﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻷ‌ﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ ﺍﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ؟ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﺘﻄﻮُّﺭﺍﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ، ﻳﻐﺪﻭ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﻣﻌﻠﻮﻣًﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﻋﺠﺰﻧﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺃﻣﺲ، ﻭﻓَﺴَّﺮﻧﺎ ﻏﺪًﺍ ﻣﺎ ﻧﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺮﺑﻜﺔ، ﻫﻲ ﺃﻥَّ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻷ‌ﻣﺲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻐﺪ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﺿﻌﻴﻒٌ ﺟﺪًﺍ، ﻻ‌ ﺑﻞ ﻣﺮﻓﻮﺽ، ﻟﻠﻤﻌﺠﺰ. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗَﺠﺎﻭُﺯ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣَﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ. ﻫﻨﺎ ﺗﺼﻨَّﻒ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺼﻨَّﻒ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲِّ، ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻷ‌ﻗﻞ ﺷﻤﻮﻻ‌ً ﻭﻳﻘﻴﻨﻴﺔً. ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻫﻮ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﻓﺘﻘﺎﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﻮﻝ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻼ‌ﺋﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ. ﻓﺘﺼﺮﻳﺤﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻳﻐﺪﻭ، ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ، ﺃﻗﻞ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔً ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻳﺤﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﻣﻦ ﺟﺎﺩٍّ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ، ﻷ‌ﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﺃﻣﺮ ﻻ‌ ﻳﻘﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔً ﻭﻳﻘﻴﻨﻴﺔً ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ. ﻭﺍﻷ‌ﺣﺮﻯ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻛﻤﻔﻬﻮﻣَﻴﻦ ﻧﺴﺒﻴَّﻴﻦ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻻ‌ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻓﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﺬﻭُّﻕ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ. ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺘﺘﺒﻌﻪ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺪﺭﺟﺎﺕ ﻟﻠﻴﻘﻴﻦ ﺗﺒﺪﺃ، ﻓﻲ ﺃﻋﻼ‌ﻫﺎ، ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﻧﺰﻭﻻ‌ً ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﺎﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺨﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺑﻘﻴَّﺔ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ. ﻭﺍﻷ‌ﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺧﻄَّﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺪﺭﺝ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ. ﻓَﺸُﺮﻭﻁ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻏَﻴْﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺩﻧﻰ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔً ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ، ﺃﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻛﻠﻴًﺎ. ﻭﺍﻷ‌ﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻟﻠﻴﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺄ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻓﻨﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﺷﺪ ﻣﻼ‌ﺀﻣﺔً ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ – ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻳﻀًﺎ – ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺎ، ﺃﻭ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻ‌ً ﻣـﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺔ – ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺃﻳﻀًﺎ – ﻟﺤﻞِّ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻫﺬﺍ ﻳﺒﻴِّﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃُﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠَّﺢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻓﻴﺬﻋﻨﻮﻥ ﻟﺤﺠﺐ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻳﺤﻴﻠﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ. ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﺤﺾ، ﻭﻻ‌ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻬﺎ ﻛﻜﻴﺎﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺯﻡ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺬﺍﺗﻲ، ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﻴﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺿﻮﺥ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺨﺼﻢ، ﻣﻊ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻨﻬﺎ. ﺃﻥ ﻧَﻌﻘﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﻣﺎ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋًﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻧﺘﻨﺒَّﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﺃﻥ ﻧﺤﻴﻂ ﺑﻪ، ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻛﻪ، ﺃﻥ ﻧﺤﻠِّﻠﻪ، ﺃﻥ ﻧﻌﺒِّﺮ ﻋﻨﻪ... ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺃﻭ ﻧﻘﻴﻢ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔٌ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ – ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺎﺩﻱ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﺴِّﻲ ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺣﺴِّﻲ – ﻛﺎﻥ ﻻ‌ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼ‌ﻑ ﺻﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻨﺒُّﻪ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺎﻃﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺣﻘﻴﻘﺘﻴﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺘﻴﻦ، ﻓﺈﺩﺭﺍﻙ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻹ‌ﺣﺎﻃﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺘﻴﻦ ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻬﺎ. ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻔﻬﻮﻣًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺟﺎﻣﺪًﺍ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼ‌ﻑ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ. ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﻘﻠﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻟﻪ ﻧﻄﺎﻗﻪ ﻭﻣﻨﻄﻘﻪ. ﺃﻣﺎ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ. ﻫﻜﺬﺍ ﻳَﻈﻬﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺗَﺠﺎﻭُﺯ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻣﺒﺎﺷَﺮﺓً، ﻭﻫﻮ "ﺍﻟﻼ‌ﻋﻘﻞ". ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﻣﻦ ﻳﺮﺗﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻠَﻜﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺤﺲُّ، ﻭﺃُﺧﺮﻯ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻛﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ؟ ﺇﻥَّ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ‌ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻗﻮﻯ ﺃﻭ ﻣﻠﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ، ﺑﻞ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻛﻜﻞٍّ. ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺤﺲ ﻭﻳَﻌﻘﻞ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﻫﻮ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺲ ﻭﻳﻌﻘﻞ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﻜﻴﺎﻧﻪ ﻛﻠﻪ. ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺲ، ﻭﻣﻦ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﻗﻮﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻗﻞ، ﻫﻤﺎ ﺃﻥَّ ﻧﻄﺎﻗَﻲ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻻ‌ﺕ ﻣﻨﻔﺼﻼ‌ﻥ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻹ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺃﻋﻤﻰ ﺑﺴﻠﻄﺎﻥ ﺧﺎﺭﺟﻲ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻌﻼ‌ً ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ، ﻓﻴﻨﺴﺎﻗﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻧﺴﻴﺎﻗًﺎ ﺃﻋﻤﻰ، ﻭﻳﺘﻔﺎﻋﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ، ﻭﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻺ‌ﻳﻤﺎﻥ ﻗﺎﺑﻌًﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺁﺧﺮ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. *3.    ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻹ‌ﻟﻐﺎﺋﻴَّﺔ* ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑِﻮَﻫﻢ ﺍﻹ‌ﻟﻐﺎﺋﻴَّﺔ[24] . ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ، ﻻ‌ ﺑﺎﻟﻌﻼ‌ﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﺁﺧﺮ. ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻹ‌ﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ ﻏﻼ‌ﺓ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ ﺗﺠﺎﻩ ﺫﻭﻱ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ ﺍﻷ‌ُﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷ‌ُﺧﺮﻯ. ﻫﻨﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭ ﺍﻷ‌ﺻﺢ، ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﺍﻷ‌ﻛﻤﻞ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ ﺍﻷ‌ُﺧﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺎﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻤﺎﻣًﺎ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣَﻦ ﻳﺼﻨِّﻒ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ ﺇﻟﻰ "ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ" ﻭ"ﻏﻴﺮ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ"، ﻧﺎﻇﺮًﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻷ‌ُﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ، ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻ‌ﺗﻬﺎ، ﺭﺳﺎﻻ‌ﺕ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﻭﺍﻻ‌ﺻﻼ‌ﺡ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﻌﻠﻤﻴﻦ ﻻ‌ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﺮﺳَﻠﻴﻦ. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻹ‌ﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﻀﻲ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ، ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺮ ﺩﻳﻨﻲ ﺳﺠﺎﻟﻲ، ﻟﻌﻠَّﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﺩ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷ‌ﻟﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﻭﻫﻮ، ﺑﺎﻧﻄﻼ‌ﻗﻪ ﻣﻦ ﺃﻥَّ ﺛﻤَّﺔ ﺩﻳﻨًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﻳُﺒْﻄِﻞ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ، ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﺎﺋﺮ ﺃﺷﻜﺎﻻ‌ً ﺟﺎﻣﺪﺓ ﻣﻔﺮﻏﺔ ﻣﻦ ﻣﻐﺰﺍﻫﺎ، ﻭﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣًﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻄﻤﺲ ﺍﻷ‌ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷ‌ُﺧﺮﻯ، ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻵ‌ﺧﺮ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ "ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ" ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺟﺪﺍﻻ‌ً ﻣﻨﻄﻘﻴًﺎ. ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ، ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺃﺳﻔﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ – ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ – ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻼ‌ﻝ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻫﺬﺍ ﺍﻻ‌ﺧﺘﻼ‌ﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻀﻲ، ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺎﻻ‌ﺗﻪ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻷ‌ﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻗﺴﻰ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ. ﻭﻻ‌ ﻧَﻨْﺲَ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﻻ‌ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻹ‌ﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ، ﺑﻞ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺪِّﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ. ﻫﻨﺎ ﺗَﻌﺘﻘﺪ ﻓﺌﺔ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ "ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ"[25] ، ﻣﺼﻨِّﻔﺔً ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺍﺩ "ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻬَﻠْﻜﻰ". ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﺩَّﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻻ‌ﺕ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤَﺮْﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ. ﻻ‌ ﻋﺠﺐ، ﺇﺫًﺍ، ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭَﻫْﻢ ﺍﻹ‌ﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺟَﻌﻠﺖ ﻋﺪﺩًﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻉ، ﻭﻻ‌ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻳﺮﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻌُﺼﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻭﻻ‌ ﻳﺠﺪﻱ ﺍﺣﺘﻤﺎﺀُ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻤﻴَّﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺰﻋﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺗَﺪْﺭﺳﻪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺗﻨﺘﺤﻞ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺩﻳﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﻟﻬﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ، ﻭﺟﺎﻧﺐ ﺑﺸﺮﻱ ﻫﻮ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﻻ‌ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴِّﺰ ﺑﻴﻦ "ﺣﺴْﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ" ﻭ"ﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ". ﻭﻻ‌ ﺑﺪَّ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ "ﺩﻳﻨًﺎ" ﻭ"ﺩﻳﻨًﺎ"، ﻻ‌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻹ‌ﻟﻬﻲ ﻃﺒﻌًﺎ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ: ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﺳﻠﻴﻤًﺎ ﻭﺍﻵ‌ﺧﺮ ﺳﻘﻴﻤًﺎ. ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷ‌ﻭﻝ، ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ – ﺍﻟﺸﻜﻠﻲ، ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ. ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ – ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ. ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷ‌ﺩﻳﺎﻥ ﻧﺠﺪ ﻫﺬﻳﻦ "ﺍﻟﺪﻳﻨَﻴﻦ"، ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ. ﻓﺎﻟﻤﺘﻌﺼِّﺐ ﻣﺆﻣﻦ، ﻻ‌ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺣﺎﺭٌّ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺣﺎﺭﻕ ﻟﻪ ﻭﻟﻶ‌ﺧﺮﻳﻦ. ﻭﻟﻌﻞَّ ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻹ‌ﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﺗﻄﺮﻓًﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤِّﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺩﻳﻨﻴًﺎ، ﻭﻳﺘﻮﻻ‌َّﻩ ﺃُﻧﺎﺱ ﻳﺘﻮﻫَّﻤﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻨﻔِّﺬﻭﻥ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ. ﺇﻥَّ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﻃﻼ‌ﻗﻴﺔ ﻳﻈﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﻧﻪ ﻇﻞُّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ. ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺤًﺎ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻻ‌ﻧﻘﻼ‌ﺑﺎﺕ ﻭﺍﻻ‌ﻏﺘﻴﺎﻻ‌ﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻔِّﺬﻫﺎ ﺍﻟﺤﻜَّﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﻮﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ، ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﺛﻢ ﻻ‌ ﻳﻠﺒﺚ "ﺍﻟﻤﺼﺤِّﺤﻮﻥ" ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﻣﻀﺎﺩﺓ؟ ﺇﻥَّ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﻴﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺳﻮﻯ ﺑَﺸَﺮ، ﻳﺤﻤِّﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ ﻣﻮﺑﻘﺎﺗﻬﻢ. ﻭﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻷ‌ﻟﻤﺎﻧﻲ ﻟﻮﺩﻓﻴﻎ ﻓﻮﻳﺮﺑﺎﺥ (1804 – 1872): *ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺃُﻗﻴﻢَ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻹ‌ﻟﻬﻴَّﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺃﺷﺪ ﺍﻷ‌ُﻣﻮﺭ ﺳﻮﺀًﺍ ﻭﻇﻠﻤًﺎ[26] .* *ﺧﻄَّﺔ ﻟِﻨَﺰْﻉ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ* ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﻭﻫﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺄﻳﻨﺎ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣَﺪَّﺩﻧﺎ ﺑﻌﺾ ﻋﻮﺍﻣﻠﻬﺎ. ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ: ﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ؟ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻼ‌ﺣﻘﺔ ﺗﻄﻮﻝ ﻫﻲ ﺃﻳﻀًﺎ، ﻭﺗﺸﻜِّﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋًﺎ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ. ﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﺧﺘﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻼ‌ﺙ ﺧﻄﻮﺍﺕ. ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷ‌ُﻭﻟﻰ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒَﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻢُّ ﻋﺒﺮ ﻃﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻧﻄﺎﻗﻪ ﻭﻣﻨﻄﻘﻪ، ﻛﻤﺎ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻧﻄﺎﻗﻪ ﻭﻣﻨﻄﻘﻪ، ﻟﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻣﺨﻄﺊ ﺃﻭ ﻣﻼ‌ﺋﻢ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻼ‌ﺋﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪَّﻋﻲ ﺍﻻ‌ﺣﺘﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎﺗﻪ. ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻗﺘﺴﺎﻣﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻓﻤﺘﻰ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﺪﻳﻦ، ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺳﻬﻞ ﻛﺸﻒُ ﺍﻷ‌ﻭﻫﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻼ‌ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ، ﻭﻫﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺟﺪًﺍ ﻭﻻ‌ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪَّﺩﻧﺎﻫﺎ، ﻭﺍﺑﺘﻜﺎﺭُ ﻃﺮﻕ ﻹ‌ﺯﺍﻟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ. ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺘﺮﺳﺦ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻋﻤﻮﻣًﺎ، ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻃَﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳَّﻴﻦ، ﻣﻊ ﺍﻷ‌ﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﺤﺴﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ. ﻭﻻ‌ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ، ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳُﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻄﺎﻗَﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘَﻴﻦ، ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺘﻼ‌ﻗَﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻷ‌ﻥ *ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺃﻓﻀﻞ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺿﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ. ﻟﻜﻦ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻟَّﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ. ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﺩﻓﺎﻉ ﻋﺴﻴﺮ، ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﻭﺍﻷ‌ﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻹ‌ﻟﺤﺎﺩﻳﺔ، ﻓﻸ‌ﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮٍ ﻣﺮْﺽٍ ﺇﺟﻤﺎﻻ‌ً[27] .* ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺩَﻭﺭ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭﻻ‌ً، ﺑﺪﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ، ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐَﺮ ﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ. ﻭﻟﻤﺒﺴِّﻄﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، ﻣﻦ ﻣﺆﻟِّﻔﻲ ﻛﺘﺐ ﻣﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﻣﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺳﻮﺍﻫﻢ، ﻋﻤﻞ ﺿﺨﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ. ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﺎﻹ‌ﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻠِّﻤﻮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻧﻄﺎﻗﻪ ﻭﻣﻌﻠِّﻤﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ ﺑﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻧﻄﺎﻗﻬﺎ، ﻭﺑﺤﻴﺚ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﻒ ﻣﻨﺴﺠﻤًﺎ، ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻫﻢ ﻋﺎﺯﻓﻮﻥ ﻓﻲ ﺃُﻭﺭﻛﺴﺘﺮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺍﻹ‌ﻋﻼ‌ﻡ ﺭﺩﻳﻔًﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ. ﻭﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟَّﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃُﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺩَﻭﺭ ﻓﻌَّﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ، ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﺃﻳَﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻃَﻤﻮﺣًﺎ ﺟﺪًﺍ ﻭﻏﻴﺮ ﻭﺍﻗﻌﻲ؟ ﺇﻥَّ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺳﻤﺔ ﻛﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺃﻭ ﺗَﺼﻮُّﺭ ﺃﻭ ﺗﺨﻄﻴﻂ، ﻭﺇﻻ‌ ﻓَﻘﺪَ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﺎﺋﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ. ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻗﻌﻲ، ﻓﺎﻷ‌ﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻤًﺎ ﺇﺫﺍ ﻧﺤﻦ ﻧَﺸَﺪْﻧﺎ ﺍﻷ‌ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ. ﺑِﻐَﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺨﻼ‌َّﻕ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻟﻦ ﻳﺤﺼﻞ ﺃﻱ ﺳﻌﻲ ﺃﻭ ﺗَﻘﺪﻡ. ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﺮﺧﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻬﻲ: ﺇﻟﻰ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺄﻟُّﻘﻪ ﻓﻲ ﺃﻛﻤﻞ ﺑﻬﺎﺀ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻠﻮﻏﻪ. ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻷ‌ﻭﺛﺎﻥ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻗَﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺍﻟﻤﻤﺘﺪَّﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﻨﺎ، ﻓﻠﺴﻮﻑ ﻳﺸﺮﺋﺐُّ ﻭﺛﻦ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻧﻼ‌ﺣﻈﻪ ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﻮﺍﺭﻳًﺎ ﺃﻭ ﻣﻠﺘﺒﺴًﺎ، ﺃﻭ ﻟﻌﻠَّﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﻟﻮﺩًﺍ ﺟﺪﻳﺪًﺍ ﻷ‌ﺣﺪ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻴﺎﻓﻌﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﺔ. ﺃﺟَﻞ، ﻓﻠﻨﻌﻤﻞ ﻣﻌًﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ، ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻭﺛﺎﻥ. ﻭﻻ‌ ﻧﻴﺄﺳﻦَّ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺯﻭﺍﻟﻬﺎ ﻛﻠِّﻴًﺎ – ﻷ‌ﻥَّ ﻭﺛﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ، ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﺑﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﺑﻪ، ﺑﺎﻕٍ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ، ﻭﻭﺛﻦ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻜﻬﻒ، ﻭﻭﺛﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺃﺭﻭِﻗﺔ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻭﻭﺛﻦ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ. ﻟﻜﻦ ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮِّﺭ، ﻷ‌ﻧﻪ ﺳﺮﺍﺝ ﻳﻀﻲﺀ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻡ. *** *** ***

الجمعة، 28 يونيو 2013

جريمة حرب

ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺳﺄﻭﺿﺢ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻰ ﺣﻖ ﻳﻬﻮﺩ ﺑﻨﻰ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﻮﺍ ﻟﻪ ﻭ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻓﺄﺑﻰ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﺷﺮﻑ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻰ ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﺫﻛﺮﻩ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻰ  [ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺑﺤﺮﺏ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ] ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﺃﺗﻰ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ، ﻣﻌﺘﺠﺮﺍ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﺒﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺑﻐﻠﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻄﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﺒﺎﺝ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺴﻼ‌ﺡ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻓﻤﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ﺍﻟﺴﻼ‌ﺡ ﺑﻌﺪ ﻭﻣﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻵ‌ﻥ ﺇﻻ‌ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ، ﻓﺈﻧﻲ ﻋﺎﻣﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻤﺰﻟﺰﻝ ﺑﻬﻢ . [ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ] ﻓﺄﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺆﺫﻧﺎ ، ﻓﺄﺫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﻣﻌﺎ ﻣﻄﻴﻌﺎ ، ﻓﻼ‌ ﻳﺼﻠﻴﻦ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺇﻻ‌ ﺑﺒﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ [ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻤﻦ ﻣﺮ ﺑﻬﻢ ﻓﻘﻴﻞ ﺩﺣﻴﺔ ﻓﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﺟﺒﺮﻳﻞ ] ﻭﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻫﻞ ﻣﺮ ﺑﻜﻢ ﺃﺣﺪ ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻣﺮ ﺑﻨﺎ ﺩﺣﻴﺔ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ، ﻋﻠﻰ ﺑﻐﻠﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻄﻴﻔﺔ ﺩﻳﺒﺎﺝ . ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻳﺰﻟﺰﻝ ﺑﻬﻢ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ ﻭﻳﻘﺬﻑ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﺩﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺗﺮﺳﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺓ ﺍﻟﻘﺮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﻭﻋﺒﺪﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﺃﺗﺸﺘﻤﻮﻧﻨﻲ ؟ ﻗﺎﻝ ﻓﺠﻌﻠﻮﺍ ﻳﺤﻠﻔﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ : ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺟﻬﻮﻻ‌ ﺛﻢ ﻗﺪﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺍﻟﺮﻣﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ . ﻓﺤﺪﺛﻨﻲ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺣﺼﺮﻧﺎﻫﻢ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﻏﺪﻭﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻓﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺪﻧﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﻦ ﻭﻧﺮﻣﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﺐ ﻭﻟﺰﻣﻨﺎ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻧﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻣﺴﻴﻨﺎ ، ﻭﺣﻀﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ . ﺛﻢ ﺑﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ ﻣﺎ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻗﺘﺎﻟﻨﺎ ﻭﺃﻣﺴﻜﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻜﻠﻤﻚ . ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻧﻌﻢ . ﻓﺄﻧﺰﻟﻮﺍ ﻧﺒﺎﺵ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ، ﻓﻜﻠﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﻮ ﺍﻟﻨﻀﻴﺮ ، ﻟﻚ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﻭﺗﺤﻘﻦ ﺩﻣﺎﺀﻧﺎ ، ﻭﻧﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻼ‌ﺩﻛﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﺭﺍﺭﻱ ﻭﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻹ‌ﺑﻞ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ . ﻓﺄﺑﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻓﺘﺤﻘﻦ ﺩﻣﺎﺀﻧﺎ ﻭﺗﺴﻠﻢ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻹ‌ﺑﻞ . ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻻ‌ ، ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻲ . http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=mga1356.htm ﻟﻘﺪ ﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻦ ﻳﺬﺑﺤﻬﻢ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺍﻻ‌ﻣﻮﺍﻝ ، ﻓﻘﻂ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻻ‌ﻃﻔﺎﻝ ﻓﺮﻓﺾ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﻫﻞ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ؟ ﻭﻗﺪ ﻓﻮﺽ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻗﺎﻝ ﺳﻌﺪ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺣﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺳﻰ ، ﻭﺗﺴﺒﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻭﺗﻘﺴﻢ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺍﻝ . ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻘﺪ ﺣﻜﻤﺖ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺭﻗﻌﺔ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ! ﻓﻼ‌ ﺷﻚ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ﺑﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﻨﻮﻥ [ ﻣﻘﺘﻞ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ] ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻨﺰﻟﻮﺍ ، ﻓﺤﺒﺴﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺳﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺨﻨﺪﻕ ﺑﻬﺎ ﺧﻨﺎﺩﻕ ﺛﻢ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻀﺮﺏ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻨﺎﺩﻕ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺭﺳﺎﻻ‌ ، ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻋﺪﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻲ ﺑﻦ ﺃﺧﻄﺐ ، ﻭﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ ، ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﺳﺖ ﻣﺌﺔ ﺃﻭ ﺳﺒﻊ ﻣﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺜﺮ ﻟﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻤﺎﻥ ﻣﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻊ ﻣﺌﺔ . http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd3280.htm ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﻞ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻧﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ؟ [ ﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ] ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ، ﻋﻦ ﻋﺮﻭﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ، ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﺇﻻ‌ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ . ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻌﻨﺪﻱ ﺗﺤﺪﺕ ﻣﻌﻲ ، ﻭﺗﻀﺤﻚ ﻇﻬﺮﺍ ﻭﺑﻄﻨﺎ ، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺇﺫ ﻫﺘﻒ ﻫﺎﺗﻒ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ : ﺃﻳﻦ ﻓﻼ‌ﻧﺔ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﻭﻳﻠﻚ ; ﻣﺎ ﻟﻚ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻗﺘﻞ ﻗﻠﺖ : ﻭﻟﻢ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺤﺪﺙ ﺃﺣﺪﺛﺘﻪ ; ﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻀﺮﺑﺖ ﻋﻨﻘﻬﺎ ; ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﻧﺴﻰ ﻋﺠﺒﺎ ﻣﻨﻬﺎ ، ﻃﻴﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺿﺤﻜﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﺘﻞ [ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺑﺎﻃﺎ ] ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ، ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺑﺎﻃﺎ ﺍﻟﻘﺮﻇﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻜﻨﻰ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ - ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻗﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺷﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ . ﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﺑﻌﺾ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺎﺙ ﺃﺧﺬﻩ ﻓﺠﺰ ﻧﺎﺻﻴﺘﻪ ﺛﻢ ﺧﻠﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ - ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻓﻨﻲ ؟ ﻗﺎﻝ ﻭﻫﻞ ﻳﺠﻬﻞ ﻣﺜﻠﻲ ﻣﺜﻠﻚ ; ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺟﺰﻳﻚ ﺑﻴﺪﻙ ﻋﻨﺪﻱ ; ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻳﺠﺰﻱ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ . ﺛﻢ ﺃﺗﻰ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﺰﺑﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺟﺰﻳﻪ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻬﺐ ﻟﻲ ﺩﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﻟﻚ ; ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﻭﻫﺐ ﻟﻲ ﺩﻣﻚ ، ﻓﻬﻮ ﻟﻚ ، ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻻ‌ ﺃﻫﻞ ﻟﻪ ﻭﻻ‌ ﻭﻟﺪ ﻓﻤﺎ ﻳﺼﻨﻊ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ؟ ﻗﺎﻝ ﻓﺄﺗﻰ ﺛﺎﺑﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺐ ﻟﻲ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻭﻟﺪﻩ ﻗﺎﻝ ﻫﻢ ﻟﻚ . ﻗﺎﻝ ﻓﺄﺗﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺪ ﻭﻫﺐ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻭﻟﺪﻙ ، ﻓﻬﻢ ﻟﻚ ; ﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺯ ﻻ‌ ﻣﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﺑﻘﺎﺅﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ؟ ﻓﺄﺗﻰ ﺛﺎﺑﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﻟﻚ . ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎﻟﻚ ، ﻓﻬﻮ ﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﻱ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺮﺁﺓ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻳﺘﺮﺍﺀﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺬﺍﺭﻯ ﺍﻟﺤﻲ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺃﺳﺪ ؟ ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ﺣﻴﻲ ﺑﻦ ﺃﺧﻄﺐ ؟ ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﻘﺪﻣﺘﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺷﺪﺩﻧﺎ ، ﻭﺣﺎﻣﻴﺘﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﺭﻧﺎ ، ﻋﺰﺍﻝ ﺑﻦ ﺳﻤﻮﺃﻝ ؟ ﻗﺎﻝ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺴﺎﻥ ؟ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻨﻲ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻭﺑﻨﻲ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻗﺎﻝ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻗﺘﻠﻮﺍ ؟ ﻗﺎﻝ ﻓﺄﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻳﺎ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻴﺪﻱ ﻋﻨﺪﻙ ﺇﻻ‌ ﺃﻟﺤﻘﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻡ ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻌﺪ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻓﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﺼﺎﺑﺮ ﻟﻠﻪ ﻓﺘﻠﺔ ﺩﻟﻮ ﻧﺎﺿﺢ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻷ‌ﺣﺒﺔ . ﻓﻘﺪﻣﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﻓﻀﺮﺏ ﻋﻨﻘﻪ . ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻗﻮﻟﻪ ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻷ‌ﺣﺒﺔ . ﻗﺎﻝ ﻳﻠﻘﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺨﻠﺪﺍ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ : ﻗﺒﻠﺔ ﺩﻟﻮ ﻧﺎﺿﺢ . [ ﺃﻣﺮ ﻋﻄﻴﺔ ﻭﺭﻓﺎﻋﺔ ] ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺑﻘﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ ﺷﻌﺒﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ، ﻋﻦ ﻋﻄﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻇﻲ ، ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻛﻨﺖ ﻏﻼ‌ﻣﺎ ، ﻓﻮﺟﺪﻭﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻧﺒﺖ ﻓﺨﻠﻮﺍ ﺳﺒﻴﻠﻲ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﻌﺼﻌﺔ ﺃﺧﻮ ﺑﻨﻲ ﻋﺪﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺃﻥ ﺳﻠﻤﻰ ﺑﻨﺖ ﻗﻴﺲ ، ﺃﻡ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺃﺧﺖ ﺳﻠﻴﻂ ﺑﻦ ﺃﺧﺖ ﺳﻠﻴﻂ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ - ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺧﺎﻻ‌ﺕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺻﻠﺖ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻘﺒﻠﺘﻴﻦ ﻭﺑﺎﻳﻌﺘﻪ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ - ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﺳﻤﻮﺃﻝ ﺍﻟﻘﺮﻇﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ‌ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻓﻼ‌ﺫ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻳﺎ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ ، ﻫﺐ ﻟﻲ ﺭﻓﺎﻋﺔ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺼﻠﻲ ﻭﻳﺄﻛﻞ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻗﺎﻝ ﻓﻮﻫﺒﻪ ﻟﻬﺎ ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻴﺘﻪ [ ﻗﺴﻢ ﻓﻲﺀ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ] ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ : ﺛﻢ ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺴﻢ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻭﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻬﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺳﻬﻤﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻠﻔﺎﺭﺱ ﺛﻼ‌ﺛﺔ ﺃﺳﻬﻢ ﻟﻠﻔﺮﺱ ﺳﻬﻤﺎﻥ ﻭﻟﻔﺎﺭﺳﻪ ﺳﻬﻢ ﻭﻟﻠﺮﺍﺟﻞ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻓﺮﺱ ﺳﻬﻢ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﺳﺘﺔ ﻭﺛﻼ‌ﺛﻴﻦ ﻓﺮﺳﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻓﻲﺀ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻬﻤﺎﻥ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻓﻌﻠﻰ ﺳﻨﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﺳﻢ ﻭﻣﻀﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺎﺯﻱ . ﺛﻢ ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺍﻷ‌ﻧﺼﺎﺭﻱ ﺃﺧﺎ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻷ‌ﺷﻬﻞ ﺑﺴﺒﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺠﺪ ، ﻓﺎﺑﺘﺎﻉ ﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺧﻴﻼ‌ ﻭﺳﻼ‌ﺣﺎ http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd3281.htm ﻟﻘﺪ ﺑﺎﻉ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻻ‌ﻭﻻ‌ﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺴﻼ‌ﺡ، ﺍﻧﻬﻢ ﺑﺸﺮ ﻧﺴﺎﺀ ﻭﺍﻃﻔﺎﻝ!!! ﻫﻞ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺩﺩ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ؟؟ [ ﺷﺄﻥ ﺭﻳﺤﺎﻧﺔ ] ( ﻗﺎﻝ ) : ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺍﺻﻄﻔﻰ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﺭﻳﺤﺎﻧﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺧﻨﺎﻓﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻧﺴﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ، ﻭﻳﻀﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻞ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻚ ، ﻓﻬﻮ ﺃﺧﻒ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻠﻴﻚ ، ﻓﺘﺮﻛﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﻦ ﺳﺒﺎﻫﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﺼﺖ ﺑﺎﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻭﺃﺑﺖ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻌﺰﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ . ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﺫ ﺳﻤﻊ ﻭﻗﻊ ﻧﻌﻠﻴﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﺜﻌﻠﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺔ ﻳﺒﺸﺮﻧﻲ ﺑﺈﺳﻼ‌ﻡ ﺭﻳﺤﺎﻧﺔ ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺭﻳﺤﺎﻧﺔ ﻓﺴﺮﻩ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻟﻘﺪ ﺫﺑﺢ ﻛﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻭﻗﺴﻢ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﻭﺍﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﺑﺎﻉ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻟﻴﺸﺘﺮﻱ ﺳﻼ‌ﺣﺎً ﻭﺍﻥ ﺟﺮﻳﻤﺘﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻣﻦ ﺻﻔﻴﺔ ﻗﺎﻝ " ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻲ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺎ ﺻﻔﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﺑﻘﻮﻣﻚ ، ﺇﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ : ﻛﺬﺍ ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ : ﻛﺬﺍ ﺟﺮﻳﻤﺘﻬﻢ ﺍﻧﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﺬﺑﺤﻬﻢ، ﻟﻮ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻱ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﺖ ﻓﻘﻂ ﺍﻻ‌ﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ؟ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻌﻼ‌ً ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺮﺃﻱ ﺍﻱ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗﻞ، ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﻳﺘﻨﻈﻴﻒ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﺒﺎﺭ 1400 ﺳﻨﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺻﺨﺮ ﻳﻤﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻭﺍﻧﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻈﻔﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ، ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻛﺎﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ. ﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﺎﻗﻞ ﻳﺼﺪﻕ ﺑﺎﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﻴﺨﺒﺮﻩ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﺰﻭ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻱ ﻋﻘﻞ ﺳﻠﻴﻢ ﻳﺼﺪﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ: . ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻳﺰﻟﺰﻝ ﺑﻬﻢ ﺣﺼﻮﻧﻬﻢ ﻭﻳﻘﺬﻑ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺑﺬﺑﺢ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻭﻗﺪ ﻧﻄﻖ ﺑﻪ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻭﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻗﺪ ﻧﻄﻖ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻟﻤﺎﺫ ﺍﺻﻴﺐ ﺳﻌﺪ ﺑﺴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﺎﺕ ﻣﺘﺄﺛﺮ ﺑﺠﺮﺍﺣﻪ ﺭﻏﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺣﺎﻭﻝ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻓﺸﻞ، ﻓﺠﺎﺀ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﻭﻧﺰﻝ ﺟﺒﺮﻳﻞ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ - ﺣﻴﻦ ﻣﺎﺕ ﺳﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻌﺘﺠﺮﺍ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﺒﺮﻕ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻜﻢ ؟ ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻫﺘﺰ ﻟﻪ ﻋﺮﺵ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ . ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻟﺠﺒﺮﻳﻞ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ - ﻋﻬﺪﻱ ﺑﺴﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﻭﻫﻮ ﻳﻤﻮﺕ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ؟؟؟_________________________________________

الأربعاء، 26 يونيو 2013

الليبرالية

ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ (LIBERALISME) ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺮﺑﻴﺔ، ﻭﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ، ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﻴﺴﺮﺓ: "ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ: ﻣﺬﻫﺐ ﺭﺃﺳﻤﺎﻟﻲ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﻦ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ". ﻭﻟﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻣﺮﺗﻜﺰﻫﺎ: ﺍﻻ‌ﺳﺘﻘﻼ‌ﻟﻴﺔ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ: ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹ‌ﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻡ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻡ ﻓﺮﺩﺍ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻴﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻻ‌ﻧﻄﻼ‌ﻕ ﻭﺍﻻ‌ﻧﻔﻼ‌ﺕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺑﻜﻞ ﺻﻮﺭﻫﺎ: ﻣﺎﺩﻳﺔ، ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻧﻔﺴﻴﺔ، ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ (ﻋَﻘَﺪِﻳّﺔ). ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ (ﺟﺎﻥ ﺟﺎﻙ ﺭﻭﺳﻮ) ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺨُﻠﻘﻴﺔ ـ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ـ ﻓﻘﺎﻝ: "ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻧﻄﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﺮﻋﻨﺎﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﻷ‌ﻧﻔﺴﻨﺎ". ﻓﻬﻲ – ﺑﺤﺴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ - ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﻜﻔﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ (ﺍﻟﻨﻔﺲ)، ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ.. ﻓﺎﻻ‌ﻧﻜﻔﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺗﻤﺮﺩ ﻭﻫﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﺎﺭﺟﻲ، ﻭﺍﻻ‌ﻧﻔﺘﺎﺡ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ. ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ = ﺍﻧﻜﻔﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ (ﺍﺳﺘﻘﻼ‌ﻟﻴﺔ) + ﺍﻧﻔﺘﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ (ﺍﻧﻔﻼ‌ﺕ ﻣﻄﻠﻖ). ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻣﺎﺩﺓ (ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ) ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: "ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺗﺤﺮﺭﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﺒﺪﺍﺩ". "ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻳﺼﺒﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﺑﻨﻮﻋﻴﻪ: ﺗﺴﻠﻂ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ(ﺍﻻ‌ﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ)، ﻭﺗﺴﻠﻂ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ(ﺍﻻ‌ﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ)". ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﺟﻮﻫﺮ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ = ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ + ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ. ﻭﻳﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻧﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻛﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻢ ﺗﺘﺒﻠﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﻔﻜﺮ ﻭﺍﺣﺪ، ﺑﻞ ﺃﺳﻬﻢ ﻋﺪﺓ ﻣﻔﻜﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻷ‌ﺳﺎﺳﻲ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ (ﺟﻮﻥ ﻟﻮﻙ) ـ  1632-1704ﻡ ـ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﻭﻝ ﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﺔ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻱ (ﺁﺩﻡ ﺳﻤﻴﺚ) ـ 1723-1790ﻡ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ (ﺟﺎﻥ ﺟﺎﻙ ﺭﻭﺳﻮ) ـ 1712-1778ﻡ ـ ﻭ(ﺟﻮﻥ ﺳﺘﻴﻮﺍﺭﺕ ﻣﻞ) ـ 180-1873ﻡ ـ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ. ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻣﺬﻫﺐ ﻗﻀﻴﺘﻪ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻞ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺼﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ: -   ﻓﺎﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺑﻌﺎﻣﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻ‌ﺕ: ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﺑﻞ ﻻ‌ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺇﻻ‌ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻻ‌ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺇﻻ‌ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ. -   ﻭﺍﻟﻌﻘﻼ‌ﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺇﻻ‌ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﺇﺧﻀﺎﻉ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻹ‌ﺛﺒﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﻧﻔﻴﻪ، ﺃﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﻭﻣﻨﺎﻓﻌﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻤﺤﻜّﻢ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻋﻘﻞ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻗﺪﺭﺍ ﻳﺆﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻋﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﻭﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﺩﻭﻥ ﻭﺻﺎﻳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ!! -       ﻭﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ﻟﻠﻜﻤﺎﻝ، ﻭﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. -       ﻭﺍﻟﻨﻔﻌﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻷ‌ﺳﻤﻰ ﻫﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻷ‌ﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ، ﻭﻫﺬﻩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼ‌ﻑ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻬﻢ، ﻫﻲ: ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥق ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ.

تفسير العقد الأجتماعي

 ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﺃﺗﻔﺎﻕ ﻳﻜﺘﺒﻪ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﻋﻘﻼ‌ﺋﻪ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻈﻢ ﺍﺳﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﻪ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﺍﻧﻈﻤﻪ ﺃﻭ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﺤﺪﺩ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻻ‌ﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﻓﻤﺘﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﻪ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﺣﺘﺮﺍﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﺿﻊ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺲ ﻣﺜﺎﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ ﺍﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻼ‌ﺀ ﻣﻤﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺃﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻧﻈﺮﻩ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻓﺮﺍﺩ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﻪ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻ‌ﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺄﻱ ﻣﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭﻩ ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ .ﻭﻗﺪ ﺧﻂ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼ‌ﺳﻔﻪ ﺍﻭ ﺣﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﺳﻠﻮﻙ ﺑﺸﺮﻱ ﻣﺜﺎﻟﻲ ﺍﻧﺘﻬﺠﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﻣﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺗﺄﺕ ﺗﺸﻴﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﻣﺘﻄﻮﺭﻩ ﺍﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼ‌ﻓﺮﺍﺩ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻮﻻ‌ﺀ ﻟﻠﺴﻠﻄﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻓﻠﻮ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻮﻻ‌ﺀ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻟﻈﻬﺮﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﻪ ﺑﺼﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺸﻌﻪ ﻭﻷ‌ﺻﺒﺢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﻛﻼ‌ﻡ ﻳﻨﻔﺬ ﻛﻴﻔﺎ ﺷﺎﺀ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﻮﻩ ﺍﻟﻤﺘﻨﻔﺬﻩ .ﺍﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ ﺑﺄﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻼ‌ﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺃﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺐ ﺣﺴﺐ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺃﻭ ﻣﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻻ‌ﻛﺜﺮﻳﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻴﺚ ﻻ‌ﻳﻤﻜﻦ ﻷ‌ﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﺃﻭ ﺿﻼ‌ﻝ ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ‌ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻻ‌ﻛﺜﺮﻳﻪ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﺭﺃﻳﻪ ﺃﻭ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﺃﻭ ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﺧﺮ ﻓﺄﻻ‌ﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻋﻘﺪ ﺃﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻮ ﺃﻻ‌ﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻻ‌ﻓﺮﺍﺩ ﻣﻤﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﻌﻘﻼ‌ﻧﻲ ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻨﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﻋﻨﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﻪ ﻭﺣﺪﺩﺕ ﺍﻻ‌ﺻﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺳﻬﺎ ﺑﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﻗﺪ ﻧﺎﻗﺸﺖ ﻛﻞ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﺑﺘﺪﺃ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻝ ﺍﻭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﻪ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ ﺃﻱ ﻋﻼ‌ﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻻ‌ﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻ‌ﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻ‌ﺧﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﻪ ﺍﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺴﺎﺱ ﺑﻬﺎ .ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺳﻴﻠﻪ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺗﺪﻋﻴﻢ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻓﻬﻲ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻂ ﺧﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﻪ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻭ ﻣﻨﻄﻖ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺎﺏ ﺣﻴﺚ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﻪ ﻭﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺱ ﻗﻴﺎﻡ ﺃﻱ ﺣﻀﺎﺭﻩ ﺍﻭ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺃﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﺘﻤﺎﺳﻚ ﻫﻮ ﺃﻻ‌ﺧﺬ ﺑﻤﺒﺪﺃ ﺳﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭﻻ‌ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺭﺍﺀﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ ﻭﺃﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﻄﻘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻓﺄﻻ‌ﺳﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ ﺃﻻ‌ﺧﺬ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺍﻧﻪ ﻛﺎﺋﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻼ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﻷ‌ﻱ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻤﻮﺍ ﻭﻳﺠﺎﺭﻱ ﺃﻻ‌ﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮﻩ ﻭﻳﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﺤﺘﺮﻣﻪ ﻭﺗﻨﻈﻢ ﻋﻼ‌ﻗﺘﻪ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﺃﻻ‌ﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻩ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﻪ ﻓﺄﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻐﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺃﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺃﺗﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻻ‌ﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺃﺗﺠﺎﻩ ﺃﺧﺮ ﻓﻴﺠﺐ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﺡ ﻭﺃﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺘﺮﺍﻡ ﺃﻻ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺍﻭﻻ‌ ﻭﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻌﻼ‌ﻗﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﻪ ﻭﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺲ ﺛﺎﺑﺘﻪ ﻫﻮ ﺍﻻ‌ﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻮﺍﺟﺒﻪ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﻛﺎﻣﻠﻪ ﻓﻤﺘﻰ ﻣﺎ ﺃﻣﻨﺖ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻻ‌ﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺑﺄﻟﺬﺍﺕ ﺷﻌﻮﺑﻨﺎ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﻪ ؟ ﺑﻨﺖ ﺣﻀﺎﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺲ ﺛﺎﺑﺘﻪ .  

الاثنين، 24 يونيو 2013

قد يكون أخر مقال لي

طلب مني حذف كل ما نشرتة على مدونتي من قبل مجموعة أرهابية تدعي الدين وإن لم أنفذ ذلك سيهدر دمي .. طبعآ رفضت حدف ولو كلمة من النشرتة وان نفذوا التهديد فأعلموا إني احمل كل الجهات الدينية مصيري واحمل الاسلام ما سيحدث لي وأحمل محمد مصيري كذلك فإني قتلت فدمي برقبتة وفي الختام تحيتي

الأحد، 23 يونيو 2013

ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻛﻌﺮﺏ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﻷ‌ﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﺎﻡ 973 ﻭﺗﻮﻓﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1057؟ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻲ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻔﻜﺮﻩ ﺍﻟﻨﻴﺮ. ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﻟﻸ‌ﺳﻒ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﻟﻔﻜﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﺪﻳﻪ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻭﻣﺴﻴﺤﻲ ﻭﻣﺴﻠﻢ. ﻓﻬﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ.  ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻳﺮْﺗﺠﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡَ ﺇﻣﺎﻡٌ ﻧﺎﻃﻖٌ، ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔِ ﺍﻟﺨﺮْﺳﺎﺀِ ﻛَﺬَﺏَ ﺍﻟﻈﻦُّ، ﻻ‌ ﺇﻣﺎﻡَ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻣﺸﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺻﺒْﺤﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀِ ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻃﻌْﺘَﻪُ ﺟﻠَﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔَ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻭﺍﻹ‌ﺭﺳﺎﺀِ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫِﺐُ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻟﺠﺬﺏِ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮّﺅﺳﺎﺀِ **** ﻫﻔﺖ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﺎ ﺍﻫﺘﺪﺕ ﻭﻳﻬﻮﺩ ﺣﺎﺭﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﻣﻀﻠﻠﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﺫﻭ ﻋﻘﻞ ﺑﻼ‌ ﺩﻳﻦ ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻳﻦ ﻻ‌ ﻋﻘﻞ ﻟﻪ **** ﻓﻼ‌ ﺗﺤﺴﺐ ﻣﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺣﻘﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻮﻝ ﺯﻭﺭ ﺳﻄﺮﻭﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺭﻏﻴﺪ ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻝ ﻓﻜﺪﺭﻭﻩ **** ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺃﻟﻘﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺇﺣﻨﺎ ﻭﺃﻭﺭﺛﺘﻨﺎ ﺃﻓﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺍﺕ ﻭﻫﻞ ﺃﺑﻴﺢ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻋﻦ ﻋﺮﺽ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﺇﻻ‌ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ  ﻭﻗﺪ ﺷﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ، ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻓﺾ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ. ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻓﻼ‌ ﺗﺄﻛُﻠْﻦ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺝَ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻇﺎﻟﻤﺎً، ﻭﻻ‌ ﺗﺒﻎِ ﻗﻮﺗﺎً ﻣﻦ ﻏﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬّﺑﺎﺋﺢِ ﻭﺃﺑﻴَﺾَ ﺃُﻣّﺎﺕٍ، ﺃﺭﺍﺩﺕْ ﺻﺮﻳﺤَﻪ ﻷ‌ﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻐﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺼّﺮﺍﺋﺢ ﻭﻻ‌ ﺗﻔﺠَﻌَﻦّ ﺍﻟﻄّﻴﺮَ، ﻭﻫﻲَ ﻏﻮﺍﻓﻞٌ، ﺑﻤﺎ ﻭﺿﻌﺖْ، ﻓﺎﻟﻈّﻠﻢُ ﺷﺮُّ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻭﺩﻉْ ﺿﺮَﺏَ ﺍﻟﻨّﺤﻞ، ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻜَﺮﺕ ﻟﻪ، ﻛﻮﺍﺳِﺐَ ﻣﻦْ ﺃﺯﻫﺎﺭِ ﻧﺒﺖٍ ﻓﻮﺍﺋﺢ ﻓﻤﺎ ﺃﺣﺮﺯَﺗﻪ ﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥَ ﻟﻐﻴﺮِﻫﺎ، ﻭﻻ‌ ﺟﻤَﻌَﺘْﻪُ ﻟﻠﻨّﺪﻯ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺋﺢ ﻭﻣﻦ ﻳﻬﻤﻪ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ: ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺫﻛﺮﻯ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺀ http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i001310.pdf  ﻭﻳﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﺱ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﻩ. ﻓﻨﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﻜﺮﻳﺲ 10% ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻀﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻜﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ، ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﻴﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺚ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻓﺴﺎﺩﺍ. ﺍﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻃﻼ‌ﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮ ﻳﻨﺪﻯ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ. ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﺮ (ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺨﺮﻳﺔ!) ﺑﺘﺤﻄﻴﻢ ﺗﻤﺜﺎﻟﻪ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ ﻣﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷ‌ﺳﺪ، ﻭﻷ‌ﻧﻪ ﻣﻠﺤﺪ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻷ‌ﻧﻪ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻢ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﻥ، ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﺑﻮﺫﺍ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ. ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹ‌ﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ، ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻈﺮﻳﻬﻢ، ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺪﻡ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻼ‌ﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ (ﺃﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ http://blog.sami-aldeeb.com/?p=17323  ) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻟﻬﺪﻡ ﺍﻷ‌ﻫﺮﺍﻣﺎﺕ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻬﻮﻝ (ﺍﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ http://blog.sami-aldeeb.com/?p=28305 ). ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ، ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻲ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﻮﻥ ﺑﻬﺪﻡ ﺍﻵ‌ﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻧﻜﺮﺍﺀ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷ‌ﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻜﺘﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻻ‌ ﺑﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﺎﻧﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻣﻴﺔ. ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺳﻮﻑ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﺄﺳﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﺘﻤﺜﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﺂﻻ‌ﻑ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﺃﻥ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻜﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻫﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺪﻡ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻣﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ‌ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻻ‌ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﻻ‌ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻓﻜﻞ ﻫﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﺠﻌﻠﻬﺎ ﻭﻛﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﻛﺎﺭ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻡ ﻭﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺭﻫﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ. ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺮﺷﺪ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ: « ﻃﺰ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ » (ﺃﻧﻈﺮhttp://www.youtube.com/watch?v=KRYwV_JKmPw  ). ﺳﺎﻟﺖ ﺍﺣﺪﻯ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ: « ﺃﻧﺎ ﺿﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ‌ ﺃﻗﺒﻞ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻤﻄﻠﺒﻲ ﻫﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ». ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﻓﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﻴﺲ ﺿﺪ ﺍﻷ‌ﺳﺪ، ﺑﻞ ﻷ‌ﺟﻞ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ ﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻡ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻤﻼ‌ﻳﻴﻦ ﻟﺘﺴﻠﻴﺤﻬﻢ ﻭﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺘﺎﺟﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺃﻓﺘﻰ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻣﻊ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺠﻌﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻲ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺣﺠﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮ ﻣﺤﻮﻟﻴﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻛﺎﺭ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻌﻴﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ. ﻭﻟﻦ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹ‌ﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺞ. ﻓﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻻ‌ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﻻ‌ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺫﻣﺔ ﻭﻻ‌ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺤﻞ؟ ﺃﺩﻋﻮ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺧﻮﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺻﻮﺭﻩ، ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﻭﺗﺮﺣﻴﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﻣﻘﺎﺿﺎﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻧﺪﺗﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻭﺩﻣﺎﺭ. ﻻ‌ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﻢ ﻻ‌ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ. ﻓﻬﻢ ﺩﻋﺎﺓ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻭﺩﻣﺎﺭ ﻭﻇﻼ‌ﻡ. ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺧﺖ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ. ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻦ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼ‌ﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﺒﺬ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﻴﺔ، ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﻏﺴﻞ ﺩﻣﺎﻏﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺒﻴﺔ.

الجمعة، 21 يونيو 2013

من دينكم ندينكم

هذا بحث قديم كتبتة أيام مجزرة سيدة النجاة واليوم اعيد نشرة ﻟﻤﺪﺓ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻭﺍﻧﺎ ﺍﺳﺘﻠﻢ ﻣﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﺰﻭﻧﻨﻲ ﻭﻳﻌﺘﺬﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺍﺻﺎﺏ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ . ﻟﻬﺬﺍ ﺍﺭﺩﺕ ﺍﻥ ﺍﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺘﺼﺮ ﻭﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻻ‌ﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ, ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ( ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ) ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺍﻥ ﺍﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻫﻮ)) ( (( ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻣﺮﻓﻮﺽ ﻭﺍﻻ‌ﻋﺘﺬﺍﺭ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ )))) ) ﻻ‌ﻧﻜﻢ ﺗﻌﻄﻮﻥ ﻣﺎ ﻻ‌ ﺗﻤﻠﻜﻮﻥ ﻭﺗﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻻ‌ ﺗﻔﻬﻤﻮﻥ . ﻛﻼ‌ﻣﻲ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺟﻪ ﻻ‌ﺩﺍﻧﺔ ﺍﺣﺪ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﺆﻣﻨﻮﻥ . ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﻭﻋﺮﻑ ﺍﻟﻜﻞ ﺍﻥ ﺷﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻉ ﻫﺠﻤﻮﺍ ﻛﺎﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ .. ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻳﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﻌﻔﻨﺔ .. ﺍﻃﻔﺎﻝ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺣﻤﺔ. ﺍﺭﺩﺕ ﺍﻥ ﺍﺭﺩ ﺑﺄﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ : - ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ “ﺍﻥ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺳﻤﺢ ﻭﻳﺪﻋﻮﺍ ﻟﻠﺴﻼ‌ﻡ” (((ﻭﺍﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻓﺎﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ))) .. ﻫﻞ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‌ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻫﻲ ﺍﺧﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻧﺎﺳﺨﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ؟. ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ، ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻢ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻷ‌ﻥ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺃﻣﺎﻥ .. ﻭﺑﺮﺍﺀﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ… ﻓﺄﻗﻮﻝ .. ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ؟ .. ﻫﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﻳﺔ.. ))ﻗﺎﺗﻠﻮﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ‌ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻻ‌ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵ‌ﺧﺮ ﻭﻻ‌ ﻳﺤﺮﻣﻮﻥ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻻ‌ ﻳﺪﻳﻨﻮﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻄﻮﺍ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻋﻦ ﻳﺪ ﻭﻫﻢ ﺻﺎﻏﺮﻭﻥ(( ؟ . ﺍﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺗﺤﺮﻳﺾ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﻭﺗﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻭ ﻳﺪﻓﻌﻮﺍ ﺍﻟﺠﺰﻳﺔ ﻭﻫﻢ ﺣﻘﺮﺍﺀﻭﻣﺬﻟﻮﻟﻴﻦ ؟. ﺍﻡ ﻳﺎﺗﻲ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻ‌ﺳﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﺏ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺮﺩّ ﺓ ﻭﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺍﻻ‌ﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻰ ﻣﺬﺍﺑﺢ ﺍﻻ‌ﺭﻣﻦ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺴﻨﺔ . ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ . ﻭﺍﻻ‌ﻗﺒﺎﻁ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ. ﻭﺍﻻ‌ﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ … ﻭﺍﻟﺤﺒﺮ ﻟﻢ ﻳﺠﻒ ﻭﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻻ‌ﻗﻼ‌ﻡ ﺗﺒﻘﻰ ﺗﻜﺘﺐ ﻭﺗﺸﻬﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻ‌ﺟﺮﺍﻣﻲ؟ .. ﺍﻡ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﻳﺔ .. (( ﻓَﺈِﺫَﺍ ﺍﻧْﺴَﻠَﺦَ ﺍﻷ‌َﺷْﻬُﺮُ ﺍﻟﺤُﺮُﻡُ ﻓَﺎﻗْﺘُﻠُﻮﺍ ﺍﻟﻤُﺸْﺮِﻛِﻴﻦَ ﺣَﻴْﺚُ ﻭَﺟَﺪْﺗُﻤُﻮﻫُﻢْ ﻭَﺧُﺬُﻭﻫُﻢْ ﻭَﺍﺣْﺼُﺮُﻭﻫُﻢْ ﻭَﺍﻗْﻌُﺪُﻭﺍ ﻟَﻬُﻢْ ﻛُﻞَّ ﻣَﺮْﺻَﺪٍ ﻓَﺈِﻥْ ﺗَﺎﺑُﻮﺍ ﻭَﺃَﻗَﺎﻣُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﻠَﺎﺓَ ﻭَﺁَﺗَﻮُﺍ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﻓَﺨَﻠُّﻮﺍ ﺳَﺒِﻴﻠَﻬُﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠﻪَ ﻏَﻔُﻮﺭٌ ﺭَﺣِﻴﻢٌ)) ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﻻ‌ﻳﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻗﺘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﺫﺍ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺍﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ …ﻓﺨﻠﻮﺍ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ . ﻭﺍﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻ‌ﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻮﺻﻲ ﺍﺫﺍ ﺗﺎﺑﻮﺍ ((ﺍﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﺘﻤﻮﻫﻢ ﻓﺨﻠﻮﺍ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ )) .. ﻻ‌ﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ .. ﺑﻞ ﺍﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺍﻗﻮﻝ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍﺕ ﻭﺗﻌﺎﺯﻱ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻣﺘﻔﻖ ﺍﻥ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻻ‌ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﻟﻼ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺑﺎﻱ ﺻﻠﺔ ؟ (( ﻭﺍﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡ … ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﺒﺮﺃ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﺴﻤﺢ ﺍﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺩﻳﻨﻜﻢ؟.. ﺍﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻗﺮﺍﻧﻜﻢ؟.. ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ؟؟؟؟ ﺍﻟﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ؟.. ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻣﺮﺕ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﺍﻥ ﻻ‌ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ‌ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟؟ .. ﺍﺫﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻻ‌ﻋﺘﺬﺍﺭﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻱ ؟… ﺍﺗﺘﺒﺮﺅﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﻧﻜﻢ ﻭﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪﻛﻢ؟.)) . ﻫﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻉ ﺍﻻ‌ﺭﻫﺎﺑﻴﻮﻥ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﺷﻬﺮﺯﺍﺩ ؟ .. ﺍﻡ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺮﺍﻥ ﻭﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﺧﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻧﺰﻟﺖ ﻭﻫﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ؟. ﻛﻔﺎﻛﻢ ﻧﻔﺎﻗﺎ ﺍﻋﺘﺮﻓﻮﺍ ﺍﻥ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﺮﻋﺎﻉ ﻫﻮ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﻻ‌ ﺗﺪﺍﻓﻌﻮﺍ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻧﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﺑﻞ ﺍﻧﺘﻢ ﻳﺎ ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻟﺴﺘﻢ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ .. ﺍﻧﺘﻢ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﻳﻦ ﻻ‌ﻧﻜﻢ ﺍﻧﻜﺮﺗﻢ ﺍﺳﻼ‌ﻣﻜﻢ ﻭﺍﻧﻜﺮﺗﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﺤﻤﺪ .. ﻭﺗﻄﺒﻌﺘﻢ ﺑﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﻧﺸﺄﺗﻢ ﻣﻌﻬﻢ .. ﺑﻄﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‌ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺑﻞ ﺗﺪﻋﻮﺍ ﻟﻠﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺍﻻ‌ﺧﺮ . ﺭﺑﻤﺎ ﺳﻴﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻻ‌ﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻳﻘﻮﻝ ((ﻟﻜﻢ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﻟﻨﺎ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻣﻦ ﻓﻠﻴﺆﻣﻦ ﻭﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﻓﻠﻴﻜﻔﺮ)) .. ﻣﻊ ﺍﻻ‌ﺳﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡ ﻛﻠﻪ ﻣﻨﺴﻮﺥ .. ﺍﻭ ﻳﻘﻮﻝ (( ﺍﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻻ‌ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ‌ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ )) .. ﻣﻊ ﺍﻻ‌ﺳﻒ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻨﺴﻮﺧﺔ .. ﺍﻓﻬﻢ ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺩﻳﻨﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ . ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻧﺴﺨﺖ ﻛﻞ ﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺍﻻ‌ﺧﺮ ﻟﺴﺒﺐ ﺑﺴﻴﻂ ﻫﻮ)) ﻓﻼ‌ ﺗﻬﻨﻮﺍ ﻭﺗﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺍﻷ‌ﻋﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻜﻢ (( ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻴﺶ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﻧﺰﻭﻝ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 30 ﺍﻟﻒ ﺟﻨﺪﻱ . ﺃﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻫﻢ ﺍﻻ‌ﻋﻠﻮﻥ .. ﻓﻼ‌ ﺳﻠﻢ .. ﻭﻻ‌ ﺗﻌﺎﻳﺶ .. ﻭﻻ‌ ﺗﺄﺧﻲ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ . ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻧﺎ ﺍﻋﺘﺬﺭ ﺍﻭ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﻗﺒﻞ ﺗﻌﺎﺯﻳﻚ .. ﺍﺳﺄﻝ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺫﺍ ؟؟؟؟؟؟ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻻ‌ﻥ ﺍﺧﻮﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻉ ﻧﻔﺬﻭﺍ ﻭﻃﺒﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻻ‌ﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ؟؟ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻻ‌ﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻻ‌ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ؟ . ﻫﻞ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻻ‌ﻧﻚ ﻣﺮﺗﺪ ﻋﻦ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ؟ . ﻫﻞ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻻ‌ﻧﻚ ﺿﺪ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ ؟. ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻻ‌ﻱ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻗﺒﻞ ﺗﻌﺎﺯﻱ ﻻ‌ﻧﻪ ﻣﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﻌﺰﻱ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺑﻬﻢ . ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺗﻌﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﺍﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺗﻜﻔﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺴﻠﻢ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻭﻳﻘﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻛﺎﻓﺮ ﻭﻣﺸﺮﻙ ﻭﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ . ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻧﺎ ﺍﺗﺴﺎﺋﻞ ﻓﻘﻂ .. ﻟﻘﺪ ﺍﻋﻄﺎﻧﻲ ﻳﺴﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .. ﺍﻣﺎ ﺍﺳﻼ‌ﻣﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻚ ﻻ‌ ﺗﺴﺄﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﺗﺒﺪﺍ ﻟﻜﻢ ﺗﺴﻴﺆﻛﻢ .. ﻭﺳﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ. ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻋﻄﺎﻧﻲ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺩﺭﻉ ﺍﻻ‌ﻳﻤﺎﻥ .. ﺍﻣﺎ ﺍﺳﻼ‌ﻣﻚ ﺍﻋﻄﺎﻙ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻻ‌ﻧﺘﻘﺎﻡ ﻟﻴﺸﻔﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﻮﻡ ﺣﺎﻗﺪﻳﻦ .. (( ﻗﺎﺗﻠﻮﻫﻢ ﻳﻌﺬﺑﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻳﺪﻳﻜﻢ ﻭﻳﺨﺰﻫﻢ ﻭﻳﻨﺼﺮﻛﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﺸﻒ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﻮﻡ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ – ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ 14)) ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻧﻚ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻪ ﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ .. ﻭﻭﻋﺪﻙ ﺑﺨﻤﺮ ﻭﺣﻮﺭ ﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻏﻠﻤﺎﻥ ﻣﺨﻠﺪﻭﻥ ﻻ‌ ﻳﻨﺰﻓﻮﻥ .. ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ؟ﺍﻧﺎ ﺍﺗﺴﺎﺋﻞ ﻓﻘﻂ . ﺍﺳﻒ ﻳﺎ ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﻳﻤﻴﻞ ﻻ‌ﻥ ﺭﺩﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺳﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻗﺴﻰ ﻭﺍﻗﺴﻰ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﺍﻟﺮﻋﺎﻉ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻭ ﺍﻭ ﺍﻭ … ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻛﺎﻟﻌﻠﻜﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻃﻌﻢ . ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻻ‌ ﺗﺴﺘﺤﻲ ﻓﺄﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﺀ .. ((ﺍﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻓﺄﻗﻮﻝ ﺍﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﺄﻗﺘﻞ ﻣﻦ ﺗﺸﺎﺀ)) .

الاثنين، 27 مايو 2013

*  ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﺎ ﻳﺮﻋﺒﻬﺎ ﻭ ﻳﺨﺎﻓﻬﺎ ﻃﺒﻌﺎ ﻛﻴﻒ ﻻ‌ ﻭ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻟﻘﻨﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻷ‌ﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺨﺎﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﺍﻷ‌ﺷﺒﺎﺡ ﻭ ﺍﻟﻐﻮﻟﺔ ﻟﻜﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺒﻨﺎ ﺍﻛﺜﺮ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺗﺤﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻳﺪﻋﻤﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻥ ﻣﻦ ﺩﺧﻠﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﺤﺮﻕ ﻭ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺮﻕ ﺗﺒﺪﻝ ﺟﻠﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺟﻠﺪ ﺍﺧﺮ ﻭ ﻳﺤﺮﻕ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﺓ ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﺪ ﺍﻷ‌ﺑﺪﻳﻦ  ﻭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺳﻮﻑ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﺩﻝ  ﻭ ﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺬﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻷ‌ﻧﻪ ﻋﺎﺩﻝ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻻ‌ ﻳﺨﻄﺆﻭﻥ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭ ﻟﻮ ﺑﺬﺭﺓ ﻟﺬﺍ ﺍﻟﻜﻞ ﺳﻮﻑ ﻳﺬﻭﻕ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﻟﻮ ﻷ‌ﻳﺎﻡ ﺍﻭ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻟﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺨﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻫﻴﺴﺘﻴﺮﻳﺔ  ﻭ ﺍﻱ ﻣﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻱ ﺩﻳﺎﻧﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺪﻩ ﻳﺮﺗﻌﺐ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭ ﻳﻬﺰ ﺭﺃﺳﻪ  ﺗﺤﺴﺮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻰ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﺬﺍ ﺗﺠﺪﻩ ﻳﻬﺪﺉ ﻣﻦ ﺭﻭﻋﻪ ﻭ ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻹ‌ﻟﻬﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ‌ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ..   ﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺍﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻧﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﺳﻄﻮﺭﺓ ﻹ‌ﻟﻪ ﺳﻮﻣﺎﺭﻱ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻕ  ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷ‌ﻟﻬﺔ ﻓﺤﻮﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻼ‌ﻙ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﺍﻭ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺟﻬﻨﻢ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭ ﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﺟﻬﻨﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ‌ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻻ‌ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ﺍﻟﻐﻼ‌ﺽ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻰ ﻗﻌﺮﻫﺎ ﻭ ﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ...ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻦ ... ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻧﺎ ﻻ‌ ﺃﺣﺎﺭﺏ ﺩﻳﻦ ﻣﻌﻴﻦ ... ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻏﺮﺿﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻀﻮﻉ ﻟﻜﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺟﻬﻨﻢ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺗﻌﺪ ﺍﺳﺮﺍﺭ ﻻ‌ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺬﺍ ﻫﺪﻓﻲ ﻫﻮ ﺍﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻬﺪﺩﻭﻧﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﻟﻴﺲ ﺍﻻ‌ ...ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻗﻞ ﻳﻄﻠﻌﻮﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ  ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻭ ﺍﻷ‌ﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻷ‌ﻧﻈﻤﺔ  ﺍﺭﻫﺎﺏ  ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻦ ... ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺭﻯ ﺍﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻐﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻌﻘﻮﻝ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻈﻒ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻷ‌ﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﻴﻘﻬﻢ  ﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭ ﺍﻹ‌ﺑﺪﺍﻉ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ...  * *ﺍﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻬﻨﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ גיא בן הינום  ﺟﻲ ﺑﻦ ﻫﻨﻮﻡ ﺍﻭ ﻭﺍﺩﻱ ﺑﻦ ﻫﻴﻨﻮﻡ ﻭﻫﻮﻣﻮﻗﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻲ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﻘﺪﺱ ﺗﺒﺪﺍ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﻳﺸﻮﻉ ﺍﻻ‌ﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﺑﻮﺻﻒ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺍﺑﻌﺎﺩﻫﺎ וְעָלָה הַגְּבוּל גֵּי בֶן הִנֹּם אֶל כֶּתֶף הַיְבוּסִי מִנֶּגֶב הִיא יְרוּשָׁלִָם  ﻭﺻﻌﺪﺕ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺑﻦ ﻫﻨﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﻴﻮﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻫﻲ ﺍﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻻ‌ﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻧﺠﺪ: וְיָרַד הַגְּבוּל אֶל קְצֵה הָהָר אֲשֶׁר עַל פְּנֵי גֵּי בֶן הִנֹּם אֲשֶׁר בְּעֵמֶק רְפָאִים צָפוֹנָה וְיָרַד גֵּי הִנֹּם אֶל כֶּתֶף הַיְבוּסִי נֶגְבָּה וְיָרַד עֵין רֹגֵל ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻰ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻮﺍﺩﻱ ﺑﻦ ﻫﻨﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻊ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﺭﻓﺎﺋﻴﻢ ﺷﻤﺎﻻ‌ ﻭﻧﺰﻝ ﻭﺍﺩﻱ ﺟﻲ ﻫﻴﻨﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻴﺒﻮﺳﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻰ ﻋﻴﻦ ﺭﻭﺟﻞ ﻭﻓﻲ ﻧﺤﻤﻴﺎ ﺍﻻ‌ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ : זָנֹחַ עֲדֻלָּם וְחַצְרֵיהֶם לָכִישׁ וּשְׂדֹתֶיהָ עֲזֵקָה וּבְנֹתֶיהָ וַיַּחֲנוּ מִבְּמִבְּאֵר-שֶׁבַע עַד-גֵּיא הִנֹּם ﺯﻧﻮﺡ ﻋﺪﻻ‌ﻡ ﻭﻗﺮﺍﻫﻢ, ﻻ‌ﻛﻴﺶ ﻭﺣﻘﻮﻟﻬﻢ ,ﻋﺰﻗﺎﻩ ﻭﺍﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﻌﺴﻜﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺑﺌﺮ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺣﺘﻰ ﺟﻲ ﻫﻴﻨﻮﻡ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻠﻌﻮﻧﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻧﺸﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺑﻪ ﻃﻘﻮﺱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻮﻟﻮﺥ ﺍﻭ (ﻣﻠﻮﻙ) ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﺭﻣﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻛﻘﺮﺍﺑﻴﻦ ﻟﻤﻠﻮﻙ  ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻭﻳﺮﺟﻮﺍ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺒﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﺤﺮﻗﻮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﻨﻘﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﺭﻣﻴﺎ ﺍﻻ‌ﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﺑﻦ ﻫﻨﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺨّﺎﺭ ﻭﻧﺎﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﻠﻤﻚ ﺑﻬﺎ. 3 ﻭﻗﻞ ﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﻳﺎ ﻣﻠﻮﻙ ﻳﻬﻮﺫﺍ ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺍﻭﺭﺷﻠﻴﻢ.ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻪ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.ﻫﺎﻧﺬﺍ ﺟﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺷﺮﺍ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺑﻪ ﺗﻄﻦ ﺍﺫﻧﺎﻩ. 4 ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻧﻬﻢ ﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﻭﺍﻧﻜﺮﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻭﺑﺨﺮﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻵ‌ﻟﻬﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻫﺎ ﻫﻢ ﻭﻻ‌ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻭﻻ‌ ﻣﻠﻮﻙ ﻳﻬﻮﺫﺍ ﻭﻣﻸ‌ﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺩﻡ ﺍﻻ‌ﺯﻛﻴﺎﺀ 5 ﻭﺑﻨﻮﺍ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﻟﻠﺒﻌﻞ ﻟﻴﺤﺮﻗﻮﺍ ﺍﻭﻻ‌ﺩﻫﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻣﺤﺮﻗﺎﺕ ﻟﻠﺒﻌﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺍﻭﺹ ﻭﻻ‌ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﻪ ﻭﻻ‌ ﺻﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ. 6 ﻟﺬﻟﻚ ﻫﺎ ﺍﻳﺎﻡ ﺗﺄﺗﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﻻ‌ ﻳﺪﻋﻰ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺗﻮﻓﺔ ﻭﻻ‌ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﺑﻦ ﻫﻨﻮﻡ ﺑﻞ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﺘﻞ. 7 ﻭﺍﻧﻘﺾ ﻣﺸﻮﺭﺓ ﻳﻬﻮﺫﺍ ﻭﺍﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﻭﺍﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺴﻘﻄﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻋﺪﺍﺋﻬﻢ ﻭﺑﻴﺪ ﻃﺎﻟﺒﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺟﺜﺜﻬﻢ ﺍﻛﻼ‌ ﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻻ‌ﺭﺽ. 8 ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﺪﻫﺶ ﻭﺍﻟﺼﻔﻴﺮ.ﻛﻞ ﻋﺎﺑﺮ ﺑﻬﺎ ﻳﺪﻫﺶ ﻭﻳﺼﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻛﻞ ﺿﺮﺑﺎﺗﻬﺎ. 9 ﻭﺍﻃﻌﻤﻬﻢ ﻟﺤﻢ ﺑﻨﻴﻬﻢ ﻭﻟﺤﻢ ﺑﻨﺎﺗﻬﻢ ﻓﻴﺎﻛﻠﻮﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﺤﻢ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﺎﻳﻘﻬﻢ ﺑﻪ ﺍﻋﺪﺍﺅﻫﻢ ﻭﻃﺎﻟﺒﻮ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ. 10 ﺛﻢ ﺗﻜﺴﺮ ﺍﻻ‌ﺑﺮﻳﻖ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻋﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﻣﻌﻚ 11 ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ.ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ.ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻛﺴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺴﺮ ﻭﻋﺎﺀ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭﻱ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺟﺒﺮﻩ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﻲ ﺗﻮﻓﺔ ﻳﺪﻓﻨﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻻ‌ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﻟﻠﺪﻓﻦ.   ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻄﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻛﺎﻱ ﺍﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺣﻴﺚ ﺍﺧﺘﺼﺮ ﺍﻻ‌ﺳﻢ ﻟﺠﻬﻨﻢ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻻ‌ﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻠﻤﻮﺩ ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ (ﺟﻬﻨﻢ) ﻫﻮ ﺑﺎﺏ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺳﻔﻠﻲ ﻳﻌﺬﺏ ﺑﻪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺅﻭﻥ ﺛﻢ ﺍﺗﺖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻟﻨﻘﺮﺍ ﻋﻦ ﻳﺴﻮﻉ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺍﻣﺎﻛﻦ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻻ‌ﻓﻜﺎﺭ ﺍﻻ‌ ﺍﺭﺙ ﻟﻠﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻻ‌ﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻄﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻭﺭﺛﻬﺎ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ .   ﺟﻬﻨﻢ ﺗﻌﻨﻲ "ﺟﻲ ﻫﺎﻧﻮﻡ" ﻭ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺒﺮﻳﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﻫﺎﻧﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﺍﺣﺪ ﺍﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭ ﻳﺪﻋﻲ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺑﺎﺑﺔ    * *  ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ  ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ( ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ) : ( ﻫﻨّﻮﻡ )  ﻫﻮ ( ﻭﺍﺩﻱ ﻭﻣﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺱ ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻬﻨﻢ ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺻﺮﻳﺮ ﺍﻷ‌ﺳﻨﺎﻥ ، ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺒﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻟﻠﺨﻄﺎﺓ ) ( ﺹ 1003) .  ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ( ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ) ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺲ ( ﻋﻮﺽ ﺳﻤﻌﺎﻥ ) :  ( ﻛﻠﻤﺔ ﺟﻨﻬﻢ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ " ﺟﻲ ﻫﻨﻮﻡ " ﺃﻭ ﻭﺍﺩﻱ ﻫﻨﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺮﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻟﻠﻮﺛﻦ ﻣﻮﻟﻚ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻻ‌ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺴﺮﺣﺎ ﻟﻠﺪﻭﺩ ، ﻓﺎﺗﺨﺬ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺍﺳﻢ " ﺟﻲ ﻫﻨﻮﻡ " ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻃﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻷ‌ﺷﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ‌ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ، ﻭﺟﻬﻨﻢ ﻫﻲ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ) ( ﺹ 42 ) .   ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻟﻨﺎ ﺟﻬﻨﻢ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺳﻮﻑ ﺍﺿﻊ ﻣﻘﺎﻝ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ‌ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺟﻬﻨﻢ ﺍﻟﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺼﺺ ﻛﺒﺮﺕ ﻭ ﺗﻜﺪﺳﺖ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺮﺍﻛﻢ ﻭ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷ‌ﻥ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺩﻋﻮ ﺍﻧﻬﻢ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ  ﻟﻮﻓﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻓﻰ ﺿﺮﻑ ﻭﺟﻴﺰ ﺟﺪﺍ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺖ ﺍﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻣﺜﻼ‌ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻳﺠﺪ ﻟﻚ ﻋﺪﺓ ﻣﻌﺎﻧﻴﻮ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻓﻰ ﺿﺮﻑ ﺍﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻟﺬﺍ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﺑﻜﻘﺎﻓﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ...   ﺍﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﻒ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﺇﻣﺘﻼ‌ﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭ ﻟﻮ ﻭﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷ‌ﺳﺮﺍﺭ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﻌﺘﻠﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻭ ﺍﻟﺮﺳﻞ ... ﺍﻣﺎ ﺍﻷ‌ﺧﺮﻳﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﻛﺘﺐ ﻟﻦ ﻳﻜﻤﻠﻬﺎ ﺍﻻ‌ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭ ﻳﺠﺐ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ...   ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻓﻘﻂ ﻭﺿﻊ ﻟﻜﻢ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﻀﻊ ﺍﺭﺟﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ... ﺣﺘﻰ ﺗﺒﺤﺜﻮﻥ ﺍﻧﺘﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻜﻢ ﺣﺎﻭﻟﻮ ﺍﻥ ﺗﻨﺴﺨﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺍﻟﺼﻘﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻜﻲ ﺗﺠﺪﻭﻥ ﺍﺷﻴﺎﺀ ﺗﺬﻫﻠﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻓﻤﻦ ﻳﻄﻠﻊ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﻦ ﻻ‌ ﻳﻄﻠﻊ  * تحياتي