الأحد، 23 يونيو 2013
ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﻛﻌﺮﺏ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﻷﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻋﺎﻡ 973 ﻭﺗﻮﻓﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﻡ 1057؟ ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺭﻣﻮﺯ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻔﻜﺮﻩ ﺍﻟﻨﻴﺮ. ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﻟﻔﻜﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺳﻄﺤﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﺪﻳﻪ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻭﻣﺴﻴﺤﻲ ﻭﻣﺴﻠﻢ. ﻓﻬﻮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ. ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ
ﻳﺮْﺗﺠﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱُ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡَ ﺇﻣﺎﻡٌ ﻧﺎﻃﻖٌ، ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔِ ﺍﻟﺨﺮْﺳﺎﺀِ
ﻛَﺬَﺏَ ﺍﻟﻈﻦُّ، ﻻ ﺇﻣﺎﻡَ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻣﺸﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺻﺒْﺤﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀِ
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻃﻌْﺘَﻪُ ﺟﻠَﺐ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔَ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻭﺍﻹﺭﺳﺎﺀِ
ﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫِﺐُ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻟﺠﺬﺏِ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮّﺅﺳﺎﺀِ
****
ﻫﻔﺖ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﺎ ﺍﻫﺘﺪﺕ ﻭﻳﻬﻮﺩ ﺣﺎﺭﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﻣﻀﻠﻠﻪ
ﺍﺛﻨﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺫﻭ ﻋﻘﻞ ﺑﻼ ﺩﻳﻦ ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻳﻦ ﻻ ﻋﻘﻞ ﻟﻪ
****
ﻓﻼ ﺗﺤﺴﺐ ﻣﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺣﻘﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻮﻝ ﺯﻭﺭ ﺳﻄﺮﻭﻩ
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﺭﻏﻴﺪ ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻝ ﻓﻜﺪﺭﻭﻩ
****
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻊ ﺃﻟﻘﺖ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺇﺣﻨﺎ ﻭﺃﻭﺭﺛﺘﻨﺎ ﺃﻓﺎﻧﻴﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺍﺕ
ﻭﻫﻞ ﺃﺑﻴﺢ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻋﻦ ﻋﺮﺽ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﺇﻻ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ
ﻭﻗﺪ ﺷﻤﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ، ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻓﺾ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ. ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ
ﻓﻼ ﺗﺄﻛُﻠْﻦ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺝَ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻇﺎﻟﻤﺎً، ﻭﻻ ﺗﺒﻎِ ﻗﻮﺗﺎً ﻣﻦ ﻏﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬّﺑﺎﺋﺢِ
ﻭﺃﺑﻴَﺾَ ﺃُﻣّﺎﺕٍ، ﺃﺭﺍﺩﺕْ ﺻﺮﻳﺤَﻪ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻐﻮﺍﻧﻲ ﺍﻟﺼّﺮﺍﺋﺢ
ﻭﻻ ﺗﻔﺠَﻌَﻦّ ﺍﻟﻄّﻴﺮَ، ﻭﻫﻲَ ﻏﻮﺍﻓﻞٌ، ﺑﻤﺎ ﻭﺿﻌﺖْ، ﻓﺎﻟﻈّﻠﻢُ ﺷﺮُّ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ
ﻭﺩﻉْ ﺿﺮَﺏَ ﺍﻟﻨّﺤﻞ، ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻜَﺮﺕ ﻟﻪ، ﻛﻮﺍﺳِﺐَ ﻣﻦْ ﺃﺯﻫﺎﺭِ ﻧﺒﺖٍ ﻓﻮﺍﺋﺢ
ﻓﻤﺎ ﺃﺣﺮﺯَﺗﻪ ﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥَ ﻟﻐﻴﺮِﻫﺎ، ﻭﻻ ﺟﻤَﻌَﺘْﻪُ ﻟﻠﻨّﺪﻯ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺋﺢ
ﻭﻣﻦ ﻳﻬﻤﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ: ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺫﻛﺮﻯ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﻼﺀ http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i001310.pdf
ﻭﻳﺎ ﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺟﻤﻌﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﺱ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻓﻜﺮﻩ. ﻓﻨﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺗﻜﺮﻳﺲ 10% ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻘﻀﻴﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻜﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ، ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﻴﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺚ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺴﺎﺩﺍ.
ﺍﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﻋﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻃﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮ ﻳﻨﺪﻯ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ. ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﺮ (ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺨﺮﻳﺔ!) ﺑﺘﺤﻄﻴﻢ ﺗﻤﺜﺎﻟﻪ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺃﺟﺪﺍﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭﻷﻧﻪ ﻣﻠﺤﺪ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻷﻧﻪ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻢ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺎﻥ، ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﺑﻮﺫﺍ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ. ﻭﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ، ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻈﺮﻳﻬﻢ، ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺪﻡ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ (ﺃﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ http://blog.sami-aldeeb.com/?p=17323
) ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻟﻬﺪﻡ ﺍﻷﻫﺮﺍﻣﺎﺕ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻬﻮﻝ (ﺍﻧﻈﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ http://blog.sami-aldeeb.com/?p=28305
). ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻤﺒﻜﺘﻮ، ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻲ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﺑﻬﺪﻡ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻧﻜﺮﺍﺀ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻜﺘﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ، ﻻ ﺑﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﺎﻧﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻈﻼﻣﻴﺔ.
ﻭﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺳﻮﻑ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﺄﺳﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﺘﻤﺜﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﺂﻻﻑ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻜﺮ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻫﻮ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺪﻡ ﻟﺴﻮﺭﻳﺎ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻈﻼﻣﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻻ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﻻ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻓﻜﻞ ﻫﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﺠﻌﻠﻬﺎ ﻭﻛﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﻛﺎﺭ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﻣﺼﺮ. ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺮﺷﺪ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ: « ﻃﺰ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ » (ﺃﻧﻈﺮhttp://www.youtube.com/watch?v=KRYwV_JKmPw
).
ﺳﺎﻟﺖ ﺍﺣﺪﻯ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ: « ﺃﻧﺎ ﺿﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﻗﺒﻞ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻤﻄﻠﺒﻲ ﻫﻮ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ». ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﻄﻠﺒﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻠﻴﻞ. ﻓﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﻴﺲ ﺿﺪ ﺍﻷﺳﺪ، ﺑﻞ ﻷﺟﻞ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﻭﻫﺬﺍ ﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ ﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻟﺘﺴﻠﻴﺤﻬﻢ ﻭﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺘﺎﺟﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺃﻓﺘﻰ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﻟﻜﻲ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺠﻨﺲ ﻣﻊ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺠﻌﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻲ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺣﺠﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮ ﻣﺤﻮﻟﻴﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻛﺎﺭ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻌﻴﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ. ﻭﻟﻦ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺞ. ﻓﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺮﻡ ﺫﻣﺔ ﻭﻻ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺤﻞ؟ ﺃﺩﻋﻮ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺧﻮﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺻﻮﺭﻩ، ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ، ﻭﺗﺮﺣﻴﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻭﻣﻘﺎﺿﺎﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻧﺪﺗﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻭﺩﻣﺎﺭ. ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﻢ ﻻ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ. ﻓﻬﻢ ﺩﻋﺎﺓ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻭﺩﻣﺎﺭ ﻭﻇﻼﻡ. ﻳﺠﺐ ﺍﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺧﺖ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ. ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻠﻘﻦ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻭﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻣﺎ ﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﺒﺬ ﻟﻠﻄﺎﺋﻔﻴﺔ، ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﻏﺴﻞ ﺩﻣﺎﻏﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻐﺒﻴﺔ.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق